Dubai Cares

تسببت الحرب الأهلية السورية منذ مارس 2011 بنزوح أكثر من 4 ملايين سوري من بلدهم. قبل نشوب الحرب، كان معظم السوريين يحصلون على التعليم والعمل ويسكنون في بيوت محاطة بالجيران والعائلة. وحتى يوليو 2015، وصل عدد اللاجئين السوريين في لبنان إلى حوالي 1.5 مليون لاجئ.

لا يزال الأطفال اللاجئين في لبنان يعانون من ظروف قاسية، بما في ذلك التعرض للعنف والتشريد المستمر والفقر والظروف الاقتصادية والاجتماعية المتقلبة. وكشفت دراسة شملت 371 طفلا من اللاجئين السوريين، بأن 90% منهم عاشوا بين واحد وعشر أحداث مرتبطة بالحرب، و50٪ عاشوا بين سبعة وعشرة حدث مرتبط بالحرب كذلك. وأكثر الأشخاص تأثراً بالحرب هم الأطفال السوريون، حيث لا يزال الأثر المروع  للحرب يؤثر على طفولتهم من خلال العيش في محنة وحرمان.

محمد صبي يبلغ من العمر 12 عاماً تعرض إلى جانب أسرته المكونة من 8 أفراد إلى معاناة كبيرة بسبب الدمار الذي خلفته الحرب. فقد نزحوا من مسقط رأسهم في مدينة القصير في سوريا ليتركوا وراءهم مشاهد العنف اليومي والأعمال الوحشية وانعدام الأمن. لجأ محمد وعائلته إلى قرية عواضة في لبنان حيث يواجه والده عابد محنة مزدوجة تتمثل في البطالة في لبنان إلى جانب التأثير النفسي للحرب على أطفاله.

ويعبر عابد عن الألم والمحنة النفسية التي خلفتها الحرب على حياة إبنه محمد بالقول: "عندما بدأ القتال، أثر الوضع الأمني على حضور محمد المدرسي بسبب المناطق التي مزقتها الحرب. وقد فقد العديد من أيام الدراسة في الصفين الأول والثاني، مما أدى إلى حدوث ثغرات كبيرة في تعليمه الأساسي. ومع بداية الصف الثالث، أخذ العنف منحاً سيئاً لدرجة أنه لم يعد بمقدوره الذهاب إلى المدرسة."

ولتلبية الاحتياجات الاجتماعية والعاطفية للأطفال اللاجئين السوريين، تدعم دبي العطاء برنامج لجنة الإنقاذ الدولية للتعليم العلاجي للأطفال السوريين الذين يعيشون في مناطق البقاع وعكار في لبنان. كما يستفيد من برنامج "التعليم في حالات الطوارئ: "دليل العمل" (EA3) من دبي العطاء في لبنان 4,600  طفل لاجئ سوري؛ حيث يهدف البرنامج إلى تحسين محو الأمية، ومهارات الحساب، والمخرجات الاجتماعية والعاطفية. ومن خلال دمج أنشطة تحفيز الذهن بالتعلم الاجتماعي العاطفي في برنامج التعليم، فإن برنامج التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل يهدف إلى تقليل مستويات الإجهاد للأطفال، وتحسين مهاراتهم الاجتماعية والرفاهية. ويهدف البرنامج أيضاً إلى تحسين مهارات الأداء التنفيذي للأطفال، فضلاً عن  زيادة المرونة النفسية وتحسين الأداء الأكاديمي.

محمد هو طالب يدرس في مركز ريميديا في قرية عواضة في منطقة عكار في لبنان، التحق في نفس الوقت بالمدرسة الثانوية الحكومية اللبنانية التي أنشئت لتلبية تدفق اللاجئين السوريين إلى البلاد. يقول عابد، الذي كان مزارعاً في سوريا وأصبح عاطلاً عن العمل في لبنان، أنه لاحظ تحسنا في تعلم ابنه بعد التحاقه ببرنامج "التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل". في خضم الأزمة، لا يزال عابد عازماً على رؤية محمد يحقق كل طموحاته؛ حيث يريده أن يحسّن لغته الفرنسية ومهارات الكمبيوتر. بالإضافة إلى ذلك، أشار عابد أن ابنه يمارس في المنزل أنشطة تحفيز الذهن التي تعلمها خلال البرنامج بدعم من دبي العطاء.

وقد أدت أنشطة تحفيز الذهن إلى تحسن كبير في حياة الأطفال من خلال معالجة احتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية، كما يقول محمد: "لقد بدأت في إكتشاف مشاعري، وأصبح لدي القدرة على التعبير بحرية وبلا خوف باستخدام كلماتي البسيطة."

وأضاف قائلا: "إن أنشطة تحفيز الذهن تشجعني على الذهاب للمركز بشكل منتظم. أنا أحب هذه الأنشطة، فهي تساعدني على التركيز على الحاضر والبدء في تخيل أشياء رائعة حيث يصبح العالم مكاناً أكثر أماناً". كما يقول محمد، "أمارس أنشطة تحفيز الذهن في المنزل عندما أشعر بالتوتر، وهذا يساعدني على الهدوء والاسترخاء والراحة مرة أخرى."

ولم يقتصر تأثير برنامج "التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل"، الذي أطلقته دبي العطاء، على مساعدة محمد على التغلب على الاحتياجات الاجتماعية والعاطفية فقط، بل ساعده أيضاً على إعادة شحذ رغبته للتعلم والحصول على تعليم سليم. ويختتم محمد بالقول: "لقد لاحظت تحسن في جميع المواد الدراسية. وعلى الرغم من أنني لا أحب الفرنسية، لكنني الآن أعرف الكثير من المفردات وهذا يساعدني في الانتقال لمدرستي الثانية."

حول برامج دبي العطاء "التعليم في حالات الطوارئ: "دليل العمل"

تعتبر برامج دبي العطاء "التعليم في حالات الطوارئ: دليل للعمل" EA3 في لبنان والنيجر وفلسطين وسيراليون جزءاً من برنامج "التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل"؛ وهي مبادرة جديدة تجمع ما بين دبي العطاء ولجنة الإنقاذ الدولية(IRC)و"غلوبال تايز للأطفال" (Global TIES for Children)/ جامعة نيويورك .(NYU)وتسعى هذه المبادرة الرائدة التي تمتد لمدة ثلاث سنوات لأن يكون لها تأثير محفز على قطاع التعليم في حالات الطوارئ، وذلك من خلال اختبار تأثير التدخلات الرئيسية في حالات الطوارئ. وتهدف البرامج الثلاثة إلى تحديد التدخلات الأكثر فعالية من ناحية تحسين مخرجات التعلم للأطفال وتحت أية ظروف، وبالتالي توفير أدلة للفاعلين الدوليين في مجال التعليم لضمان التحاق الأطفال المتأثرين بالأزمات بمدارس آمنة ويمكن التنبؤ بها، بالإضافة الى اكتساب مهارات القراءة والرياضيات والمهارات الاجتماعية والعاطفية التي هم بحاجة إليها للنجاح في المدرسة والحياة.

وينقسم برنامج ‘التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل’ في لبنان، المقدر بـ 8,816,400 درهم (2,400,000 دولار أمريكي)، إلى شقين حيث يهدف إلى تحسين مخرجات القراءة والرياضيات والمهارات الاجتماعية والعاطفية لـ 4,600 من الأطفال الأكثر حرماناً من اللاجئين السوريين في المرحلة العمرية ما بين 6 و 16 عاماً، إلى جانب تعزيز قدرة 50 مدرساً في مجال التعليم خلال مرحلة التعافي، وتحسين مشاركة أولياء الأمور في تعليم وحماية أطفالهم.

وبالمثل، فإن برنامج التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل في النيجر، بقيمة7,714,350  درهم (2,100,000 دولار)، يهدف إلى تحسين القراءة والرياضيات، والمخرجات الاجتماعية والعاطفية لـ  4000 من الأطفال الأكثر حرماناً من اللاجئين النيجريين الذي تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 14 سنة، والذين نزحوا بسبب انعدام الأمن الناجم عن سيطرة جماعة "بوكو حرام" على الحدود في نيجيريا، فضلا عن توفير الدعم لإعطاء دروس خصوصية وتعزيز قدرة 200 معلم وسلطة تعليمية. وعلاوة على ذلك، سيتم تعزيز دور الوالدين والمشاركة المجتمعية في تعليم الأطفال وحمايتهم. كما ستشتمل المبادرة على إعطاء دروس خصوصية للأطفال، وأيضاً تقديم دروس خصوصية وتدخلات خفيفة الحدة مثل التحفيز الفكري والألعاب المحفزة لنشاط الدماغ.

كما أن "برنامج التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل" في سيراليون "تعلّم بأمان في بو"، بقيمة 7,347,000  درهم (2,000,000 دولار)، يهدف إلى دعم وزارة التربية والتعليم في تحقيق أهدافها على المدى القريب والبعيد من أجل تحسين جودة ومخرجات التعليم ومن خلال ضمان حصول 4000 طفل على الأقل (6-16 سنة) الذين انقطعوا عن مواصلة تعليمهم خلال انتشار فيروس إيبولا في منطقة بو. سيوفر البرنامج للأطفال تعليم أساسي وثانوي آمن وسليم ويمكن التنبؤ به. كما سيتيح البرنامج للأطفال تعلّم القراءة والكتابة واكتساب المهارات الاجتماعية والعاطفية التي يحتاجون إليها من أجل التخفيف من آثار هذه المحنة ومواصلة الطريق نحو الازدهار.  

For better web experience, please use the website in portrait mode