Dubai Cares

اجتمعت الظروف القاسية والضغوط المالية والصعوبات العاطفية لتحرم بينج – بينج، وغيرها من مواطناتها الفلبينيات اليافعات، من الذهاب إلى المدرسة والحصول على التعليم السليم.

تقطن بينج  بينج في ماندون في مقاطعة ماسباتي الفقيرة. وهي الطفل الخامس في عائلتها المكونة من 10 أطفال. وقد اضطرت أن تترك المدرسة وهي في العاشرة من عمرها عندما كانت ملتحقة في الصف الأول، وذلك بسبب المسافة الطويلة التي كانت تقطعها سيراً على الأقدام، فضلاً عن الصعوبات التي كانت تواجهها مع المواد الدراسية نفسها، والاستهزاء الذي كانت تتعرض له من قبل الأطفال الآخرين بسبب ضعف بنيتها الجسدية، وكذلك الضغوط المالية التي تعانيها عائلتها.

وعندما سئلت عن حياتها في ذلك الوقت، ابتسمت وقالت: "كنت أقضي يومي في منزلي وسط الجبال، مكتفية بتكسير ثمار الجوز التي تشتهر بها مدينة تاليساي، وتحديداً منطقتنا.”

حاولت والدة بينج  بينج إعادة تسجيلها في المدرسة، ولكنها كانت قد تجاوزت العمر القانوني للصف الثاني. وبالطبع، قصة بينج  بينج هي واحدة من بين العديد من القصص المماثلة.

يوجد في الفلبين حوالي مليوني مراهق وطفل في سن التعليم الأساسي لم يلتحقوا بالمدرسة بعد. وينحدر العديد منهم من المناطق الفقيرة والمهمّشة في هذا البلد الذي يقع جنوب شرق آسيا.

وغالباً ما تكون الأسباب الرئيسية وراء تسرب الأطفال والشباب من المؤسسات التعليمية هي ذاتها في كل مكان، ومن هذه الأسباب عدم توفر المال الكافي لدفع تكاليف التعليم، والتمييز بين الجنسين- أي الاعتماد على الفتيات للقيام بالأعمال المنزلية وتقديم الرعاية- ناهيك عن عمالة الأطفال وغيرها من أشكال الاستغلال، إضافة إلى الحمل في سن المراهقة، وعدم توفر التعليم السليم، مما يؤدي إلى تلاشي رغبة الأطفال بالتعلم.

وفي إقليم ماسباتي وحده، يعيش نحو 42.5% من السكان في فقر مدقع  – أي ضعف المعدل الوطني البالغ 21%. ووفقاً لوكالة الإحصائيات الفلبينية، فإن 24% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 – 17 عاماً لم يلتحقوا في المدرسة. وبحسب نشرة سياسة الطفل الفلبيني، فإن نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال غير الملتحقين بالمدارس هم من الخمس الأفقر في البلاد.

ولحسن الحظ، فقد حصلت بينج-بينج على فرصة ثانية للتعلم قبل ثماني سنوات بفضل برنامج التعليم البديل الذي تديره دبي العطاء في بارانغايس في الفلبين لإعادة الأطفال إلى الفصول الدراسية.

ويستهدف البرنامج بشكل رئيسي الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس، ممن يحتاجون إلى تعلم المهارات الأساسية، وتحديداً الحساب والكتابة والقراءة. ويركز أيضاً على التعليم الأساسي الثانوي، والتعلم مدى الحياة، وتنمية المهارات.

وبفضل المساعدات التي قدمتها دبي العطاء، يتوجه هذا البرنامج إلى الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس، والبالغين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمعزولين جغرافياً، والمتعلمين العاملين، وأي شخص يرغب في مواصلة تعليمه.

وعلى مدار عامين، التحقت بينج - بينج ببرنامج محو الأمية الأساسي إلى أن تم إلغاؤه في منطقتها. وبعد بضع سنوات، عاد برنامج نظام التعليم البديل إلى المنطقة بفضل برنامج "الأسس السليمة" المدعوم من قبل دبي العطاء من خلال برنامج "الأسس السليمة وتطوير المهارات وتوفير التعليم للمراهقات"، بحيث تمكنت بينج  بينج من الالتحاق بالتعليم مرة أخرى. واجهت بينج بينج في البداية صعوبة في التمييز بين الأحرف، ولم تكن تعرف كيف تقرأ. كما كانت خجولة وانطوائية.

وبعد 10 أشهر، وبفضل التدريس الإضافي الذي تلقته على يد مدرسها، أحرزت بينج – بينج تقدماً ملحوظاً في القراءة، كما تحسّن خطها في الكتابة، لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من التدريب في مادة الرياضيات.

ومع أن بينج بينج لا تملك حالياً حق التصويت لأنها لا تتقن القراءة و الكتابة، غير أن والدتها تأمل في أن تتمكن من تقديم المساعدة لابنتها في المستقبل لتصبح قادرة على ممارسة حقها في التصويت. كما أنها تشعر بالامتنان لأن ابنتها تمكنت من مواصلة تعليمها بفضل نظام التعليم البديل وبرنامج "الأسس السليمة وتطوير المهارات وتوفير التعليم للمراهقات”.

لقد أصبح الآن لدى ابنتها - كغيرها من الطلاب الآخرين المستفيدين من البرنامج- الأمل بمستقبل مشرق بفضل هذه المبادرة التعليمية من دبي العطاء.

For better web experience, please use the website in portrait mode