Dubai Cares

يجلس الطفل إلى جانب والده متمعناً في وجهه ومتحدثاً إليه على عجل. عاد الصبي يوسف ديسا من المدرسة وبجعبته معلومات هامة ينقلها لعائلته، وأمامه مهمة إقناع جده آداما بوجوب استخدام أفراد أسرته للصابون لدى غسل أيديهم قبل تناول وجبتهم المسائية. هذا ما تعلمه يوسف في صفه في مدرسة نتجيبوغو وبدأ مع أصدقائه بنشر ما تعلموه، باذلين قصارى جهودهم لتغيير السلوكيات العفوية التي يمارسها أفراد مجتمعهم.

ويكرر يوسف ما تعلمه في المدرسة، مظهراً ما دوّنه في كتابه خلال دروس اليوم: "نحن نتعرض للتلوث بسبب التعرق والغبار. ينبغي علينا الاغتسال بالماء والصابون بشكل متكرر." شرح المعلم الأول مارسيل كولنبالي أن منظمة "إنقاذ الطفولة" قامت مؤخراً وبمبادرة من دبي العطاء بتدريب جميع المعلمين، ولذلك فإننا نقوم بترديد مثل هذه الرسائل المتكررة حول ضرورة غسل اليدين بالصابون يومياً في صفنا.

ويعقب يوسف قائلاً: "تعلمت أهمية شرب الماء النظيف لتجنب آلام المعدة والإسهال، كما تعلمت وجوب غسل اليدين بالصابون كل يوم قبل وبعد تناول الطعام وبعد استعمال دورات المياه."

وخلال الوجبة المسائية، يسبق آداما الجميع لغسل يديه بالصابون مستخدماً صابوناً أخضر يميل إلى اللون الرمادي على شكل كرة يصنع محلياً من زيوت الخضار والبوتاسيوم، ويتبعه أفراد العائلة لغسل أيديهم ساكبين الماء من إبريق.

وفي مكان آخر وسط الأكواخ المبنية باستخدام الطوب، يتكرر مشهد مشابه، ويدور جدل مماثل في محاولة لإقناع الآباء بضرورة غسل اليدين بالماء والصابون. ويقول ماكان كيتا، وكيل تنمية المجتمع في منظمة "إنقاذ الطفولة": "بات الآباء مدركين وواعين الآن".

ويفتح سلوك غسل اليدين الباب أمام ممارسات صحية أخرى من شأنها تحقيق تقدم طبيعي في السلوك. ويقول يوسف: "تعلمنا في المدرسة كيفية المحافظة على مياه الشرب النظيفة. وحصلنا على مضخة مياه جديدة في المجمع يحظر على أي كان الاقتراب منها بحذاءه، وتفرض على كل فتى أو فتاة دفع غرامة في حال نسي ذلك. نجحنا في القرية الآن في جعل الجميع يدرك أهمية وجود غطاء لحماية المضخة وضرورة إبقاء الدلو مرتفعاً عن الأرض لتجنب تلوث المياه.

تحديات التنمية في مالي

 لا تزال مالي تواجه تحدياً كبيراً في تحقيق هدف الأمم المتحدة الإنمائي للألفية رقم 2، ألا وهو حصول جميع الأطفال على التعليم الأساسي بحلول العام 2015. هناك ما يقارب 900,000 طفل لا يزالون خارج المدرسة، وكثير من الأطفال الذين يلتحقون بالمدرسة لا يكملون تعليمهم. أما أبرز الأسباب التي تحول دون إكمال الأطفال للتعليم أو تمنعهم حتى من الالتحاق بالمدرسة هي المشاكل الصحية التي يمكن الوقاية منها مثل الإسهال والديدان المعوية وسوء التغذية المزمن. ويعود سبب هذه المشاكل الصحية إلى البيئات غير الصحية مثل عدم توفر المياه النظيفة والمرافق الصحية، بالإضافة إلى الممارسات الصحية السيئة وسوء التغذية. ويساهم عدم توفر المياه النظيفة والمرافق الصحية الملائمة في المدارس في امتناع العديد من الأطفال، ولا سيما الفتيات، من الذهاب إلى المدرسة. 

برامج دبي العطاء في مالي

تدير دبي العطاء برنامج توفير المياه والمرافق الصحية والنظافة المدرسية (WASH) في مالي الواقعة في غرب أفريقيا بهدف تحسين فرص حصول الأطفال على التعليم الأساسي السليم. وتشمل تدخلات دبي العطاء في مالي برنامج يمتد لمدة أربع سنوات يطبق من قبل كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومنظمة "إنقاذ الطفولة"، وأوكسفام، ومنظمة كير الدولية وواتر إيد. وقد غطت هذه التدخلات نطاقاً واسعاً بلغ 726 مدرسة في العديد من المناطق في مالي، وتساهم دبي العطاء في تلبية الاحتياجات الأساسية للمياه بأقل تكلفة وتأمين البنية التحتية للمرافق الصحية لضمان توفير بيئة صحية وملائمة للتعلم، كما تركز على الارتقاء بالنظافة الصحية على صعيد المدرسة والمجتمع، مما يسهم في تغيير السلوك على المدى البعيد. 

For better web experience, please use the website in portrait mode