Dubai Cares

عادةً تُستخدم عبارة "لدي سقف يظلّلني" لتعني "الأمان"، لكن امتلاك سقف هو من مشاغل الحياة الحقيقية لسكان وادي أبدارا، الذي يقع في ولاية بانجاشير في أفغانستان، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع باكستان. فتفتقر تلك المنطقة للمياه والكهرباء، وهي خالية من البنى التحتية لاستيعاب هطول الأمطار والثلوج الذي يذوب عن الجبال. وحتّى الفترة الأخيرة، لم يكن للمدرسة سقف صلب، وبالتالي أقفلت أبوابها في الشتاء بسبب البرد القارس، والمطر، وخطورة التواجد في الصفوف على الأطفال.

بدعم من دبي العطاء، عملت "وعد محبوبة" في أفغانستان، وهي منظّمة غير ربحية تهتمّ بنساء وأطفال أفغانستان، على لفت الانتباه إلى مدارس وادي أبدارا وحاجتها إلى بعض الخدمات الأساسية لتأمين بيئة تعليمية إيجابية وآمنة أكثر للأطفال في القرية، الذين كانوا يعانون البرد، والرطوبة، وغياب المياه النظيفة والأمن. 

ومن أجل ضمان بيئة تعليمية آمنة وفعّالة، جرى تطبيق برنامج ترميم استمر لخمسة أشهر في كل من مدرسة أبدارا للبنات ومدرسة أبدارا للبنين المجاورة لها، لضمان الجفاف والسلامة في الفصول الدراسية، من دون انقطاع البرنامج المدرسي اليومي جرّاء المخاوف البيئية. ولأول مرة منذ عشر سنوات، بات للطلاب سقف يظللهم في المدرسة.

بين أبريل وأغسطس 2013، موّلت دبي العطاء أعمال ترميم المدرستين وأشرفت عليها. فتلقّت مدرسة البنات، سقفاً كانت بأمس الحاجة إليه مصنوعاً من صفائح الحديد لحماية الطالبات من المطر، إلى جانب تركيب لوح شمسي، وتقديم 50 مقعداً دراسياً وخزّان مياه سعته ألفا ليتر. وفي مدرسة أبدارا للبنين، جرى تغليف الجدار بالجبس وطلاء محيط المدرسة حرصاً على السلامة، ووفّر 100 مقعد وطاولة للدراسة، إلى جانب خزّان مياه سعته 5 آلاف ليتر، يمكن إعادة تعبئته بمياه الأمطار عند الحاجة. وقد مكن دعم دبي العطاء إتمام تلك الأعمال الأساسية التي شملت التنسيق مع وزارة التعليم وجمعيّة أولياء الأمور والمعلّمين، وتشكيل لجنة بناء، واختيار المتعهّد، وتوظيف العمال المتطوّعين من المجتمع، فضلاً على الآليات المطلوبة لتشييد السقف والجدران حول المدرستين.

وفي هذا الإطار قال صالح محمد، أحد مشايخ أبدارا: "بعض أحفادي يرتادون المدرستين ولا داعي للقلق حول تعليمهم بعد اليوم، إذ أن أحفادي بات يحيط بهم جدار يحميهم، وحفيداتي سيحميهنّ السقف الجديد من الثلج والأمطار في فصل الشتاء. وقد عاد البرنامج بالنفع على المجتمع عبر إيجاد فرص العمل أيضاً. فجميع العمال، أصحاب مهارات كانوا أم لا، هم من المجتمع المحلي واستفادوا من البرنامج اقتصادياً."

ويأتي هذا البرنامج في إطار استراتيجية دبي العطاء التي تهدف إلى دفع الأطفال إلى ارتياد المدرسة وتوفير بيئة تعليمية مناسبة لتشجيعهم على متابعة تعليمهم. وتعمل المؤسسة الإنسانية الإماراتية على القضاء على الفقر عبر التعليم في البلدان النامية وتعيد تأكيد التزامها بتوفير التعليم الأساسي السليم لجميع الأطفال حول العالم. وتساعد دبي العطاء اليوم عبر برامجها حول العالم ما يزيد عن 10 مليون طفل في 35 بلداً نامياً بهدف تسليح جيل المستقبل بالمعرفة اللازمة من أجل كسر حلقة الفقر ومكافحة عدم الاستقرار والتمييز.

تحديات التنمية في أفغانستان

لم تصل برامج التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة فعلياً إلى المناطق النائية من أفغانستان مثل مقاطعات بدخشان وبغلان وباميان. وكانت قد أنشئت بعض دور الحضانة خلال الحقبة السوفياتية، إلا أن معظمها أقفل أبوابه عقب الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد. ولا تخدم دور الحضانة أو مراكز تنمية الطفولة المبكرة أكثر من 1% من الأطفال دون سن السادسة، وتقتصر معظم البرامج المتوفرة على المناطق الحضرية، كما تعاني من قلة عدد المعلمين المؤهلين والمدَّربين ومن غياب الأنشطة للتنمية في مرحلة التعليم المبكر.

برامج دبي العطاء في أفغانستان

تعمل دبي العطاء بالشراكة مع شبكة آغا خان للتنمية AKDN على تحسين التنمية الشاملة للأطفال في بعض المناطق النائية في أفغانستان، وتسهمان معاً في تنمية نظام متطور يرمي لدعم الأطفال وعائلاتهم. ويحرص البرنامج على أن تكون الشريحة الأكبر أي 60% من الطلاب من الإناث، بغية تحسين حصولهن على التعليم ومواظبتهن على ارتياد المدارس والحد من تغيبهن ورفع أدائهن. وتقوم الطالبات اللواتي تدرسن في المدارس الثانوية بمساعدة المعلمين والمعلمات. ويقدم البرنامج أيضاً فصولاً دراسية لتعليم القراءة والكتابة للأمهات ترتكز على دفعهن على القراءة لأطفالهن. ويدعم البرنامج أيضاً تأسيس 45 مركزاً للتعليم المبكر، إضافة إلى دعمه 72 مركزاً موجوداً مسبقاً في مقاطعتي باميان وبغلان.

وبالتعاون مع منظمة وعد محبوبة، تهدف دبي العطاء إلى تحسين فرص حصول الأطفال على التعليم الأساسي عبر إعادة تأهيل مدرستين في وادي بنجشير. وقد شيّدت منظمة وعد محبوبة مدرسة أبدارا للبنات عام 2002 وكانت المدرسة الأولى للبنات في وادي بنجشير. وقد تعاونت وعد محبوبة مع الحكومة المحلية وتستمر بدعم هذه المدرسة عبر تأمين مدرسين إضافيين وتوفير المواصلات للمدرسّات بالإضافة إلى مساعدة الأطفال في الوادي الذين تمنعهم ظروفهم الإقتصادية من ارتياد المدرسة. تضم المدرسة 350 طالبة من الصف الأول إلى العاشر مع 12 صفاً و12 مدرسّاً.

توفير فرص الحصول على التعليم الأساسي السليم

تعكس جهود دبي العطاء في أفغانستان موضوع الحملة الرمضانية لعام 2014 التي تطلقها المؤسسة تحت عنوان "ماذا لو..." من أجل نشر الوعي حول أهمية التعليم كإحدى الأدوات الأساسية في كسر حلقة الفقر. وخلال هذه الحملة، تطلب دبي العطاء من المجتمع الإماراتي أن يتخيلوا أولادهم يعانون من الظروف القاسية عينها التي يعاني منها الأطفال في البلدان النامية. ماذا لو كانت ابنتك واحدة من مئة طالب وطالبة تحشر في فصل دراسي واحد حيث لا تعرف معلمتها اسمها؟ تهدف الحملة إلى جمع التبرعات من أجل دعم فرص حصول الأطفال على التعليم الأساسي السليم في البلدان النامية.

For better web experience, please use the website in portrait mode