Dubai Cares

بالرغم من التقدم الذي تم إحرازه مؤخراً في مجالي التنمية والتعليم، لا تزال سيراليون من أفقر البلدان وأقلها نمواً في العالم وفقاً لمؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية. وأدى فيروس الإيبولا إلى حدوث فوضى في هذه البلد، حيث زاد من المعاناة الإنسانية، وتسبب في وفاة آلاف الأشخاص في غضون عامين.

وقد تجاوزت العواقب الاجتماعية والاقتصادية لتفشي فيروس إيبولا المأساة الإنسانية، حيث تعرض اقتصاد البلد لمعاناة كبيرة. وتوقفت الحياة اليومية للناس العاديين في سيراليون مع تراجع الحركة التجارية بشكل كبير، وأصبحت السلع والخدمات نادرة للغاية. وانتقلت المأساة أيضا إلى خارج المدن، حيث يُقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن نسبة المزارعين المتأثرين بلغت 63.6%. وقد أدت الآثار السلبية على المزارعين بانعدام الأمن الغذائي في كل أنحاء البلاد.

وعلى الصعيد التعليمي، أُغلقت العديد من المدارس في جميع أنحاء سيراليون للتخفيف من خطر انتقال فيروس إيبولا. واستمرت فترات الإغلاق لحوالي تسعة أشهر خلال الأزمة، مما أدى إلى جعل 1.8 مليون طفل  لا يحصلون على تعليم شامل، هذا التوقف عن مواصلة التعليم يشكل تهديداً لمستقبل وإمكانات أجيال سيراليون المقبلة. ووفقا لليونيسيف، فقد أودى فيروس إيبولا بحياة 181 مدرساً و945 طالباً.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن أزمة الإيبولا أثرت بسرعة وبشكل سلبي على التحسن الذي طرأ على خدمات التعليم منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في البلاد ما بين 1991 إلى 2002. واستندت التحسينات أساسا على التوسع في الخدمات التعليمية والقضاء على الحواجز التي تحول دون الوصول إلى التعليم. ولتعويض فرص التعلم الضائعة، طبقت مدارس سيراليون في عام 2015 مناهج دراسية معجلّة للتقليص من السنوات الأكاديمية.

ولمعالجة هذه القضية الملحة، أطلقت دبي العطاء برنامج "التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل "EA3"  بالشراكة مع لجنة الإنقاذ الدولية (IRC ). ويهدف البرنامج إلى تعزيز نوعية التعليم من خلال تحسين منهجيات التدريس، وسبل رصد وتوجيه الموظفين، وتطوير أساليب التدريس التي تحسن أداء الفصول الدراسية. ويتضمن البرنامج مجموعة من ثماني كفاءات أساسية تشتمل على أساليب التدريس المختلفة التي تناسب المتعلم، وخلق بيئة محفزة فكرياً في الفصول الدراسية، وذلك باستخدام تقنيات التواصل الإيجابية (تشجيع الطلاب، وخلق الشعور بالانتماء، وتعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية)، جنبا إلى جنب مع التشارك الفعّال مع أولياء الأمور والمجتمع وأصحاب المصلحة الآخرين. إن غالبية المعلمين الذين نعمل معهم في سيراليون لن تتاح لهم فرص التطوير المهني دون دعم دبي العطاء.

وتشير بارناديتا شريف، مديرة مدرسة في جيريهون بالقول بأن "هذا البرنامج ضروري جداً. أشعر الآن بأنني أستطيع التعامل مع الكثير من القضايا الإدارية بطريقة أكثر مهنية. أيضا، فإن كفاءات مدير المدرسة الأساسية ستساعدني حقا في تقييم نفسي والمدرسين في المدرسة. كما سيصبح تعاوني مع المجتمع أكثر فعالية ، وآمل أن يواصل هذا البرنامج  قوته مع مشاركتنا الكاملة."

ويعزز برنامج دبي العطاء مفاهيم التفكير والمساءلة لجعل التعلم أكثر فعالية في المدارس. وساعد هذا البرنامج على وضع مسار ثابت لاستعادة الثقة بعد أزمة الإيبولا حيث أتاح للأطفال العودة إلى تعليمهم في بيئة تعليمية محسنة.

ويوضح أندرو كريستيان غباو، مدير المدرسة في ياماندو، الأساليب التي قادت إدارة المدرسة إلى تحقيق نجاح أكبر للطلاب: "نمتلك الآن المهارات اللازمة لإدارة مدارسنا بشكل جيد، وقادرين على التعاون بشكل أفضل مع المجتمع. وهذا سيجعل عملنا أسهل. أشعر بأن برنامج دبي العطاء جاء في الوقت المناسب، حيث أن بيئة التعلم الفعالة والمحسنة ستساعد الأطفال على مواصلة تعليمهم بعد أزمة الإيبولا. وتشكل الكفاءات الأساسية للمدرسين أهمية كبيرة بالنسبة لي، وسأحرص على تطبيقها وممارستها في المدرسة." 

حول برامج دبي العطاء "التعليم في حالات الطوارئ: "دليل العمل"

تعتبر برامج دبي العطاء "التعليم في حالات الطوارئ: دليل للعمل" EA3 في لبنان والنيجر وفلسطين وسيراليون جزءاً من برنامج "التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل"؛ وهي مبادرة جديدة تجمع ما بين دبي العطاء ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) و"غلوبال تايز للأطفال" (Global TIES for Children)/ جامعة نيويورك .(NYU) وتسعى هذه المبادرة الرائدة التي تمتد لمدة ثلاث سنوات لأن يكون لها تأثير محفز على قطاع التعليم في حالات الطوارئ، وذلك من خلال اختبار تأثير التدخلات الرئيسية في حالات الطوارئ. وتهدف البرامج الثلاثة إلى تحديد التدخلات الأكثر فعالية من ناحية تحسين مخرجات التعلم للأطفال وتحت أية ظروف، وبالتالي توفير أدلة للفاعلين الدوليين في مجال التعليم لضمان التحاق الأطفال المتأثرين بالأزمات بمدارس آمنة ويمكن التنبؤ بها، بالإضافة الى اكتساب مهارات القراءة والرياضيات والمهارات الاجتماعية والعاطفية التي هم بحاجة إليها للنجاح في المدرسة والحياة.

وينقسم برنامج ‘التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل’ في لبنان، المقدر بـ 8,816,400 درهم (2,400,000 دولار أمريكي)، إلى شقين حيث يهدف إلى تحسين مخرجات القراءة والرياضيات والمهارات الاجتماعية والعاطفية لـ 4,600 من الأطفال الأكثر حرماناً من اللاجئين السوريين في المرحلة العمرية ما بين 6 و 16 عاماً، إلى جانب تعزيز قدرة 50 مدرساً في مجال التعليم خلال مرحلة التعافي، وتحسين مشاركة أولياء الأمور في تعليم وحماية أطفالهم.

وبالمثل، فإن برنامج التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل في النيجر، بقيمة7,714,350  درهم (2,100,000 دولار)، يهدف إلى تحسين القراءة والرياضيات، والمخرجات الاجتماعية والعاطفية لـ  4000 من الأطفال الأكثر حرماناً من اللاجئين النيجريين الذي تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 14 سنة، والذين نزحوا بسبب انعدام الأمن الناجم عن سيطرة جماعة "بوكو حرام" على الحدود في نيجيريا، فضلا عن توفير الدعم لإعطاء دروس خصوصية وتعزيز قدرة 200 معلم وسلطة تعليمية. وعلاوة على ذلك، سيتم تعزيز دور الوالدين والمشاركة المجتمعية في تعليم الأطفال وحمايتهم. كما ستشتمل المبادرة على إعطاء دروس خصوصية للأطفال، وأيضاً تقديم دروس خصوصية وتدخلات خفيفة الحدة مثل التحفيز الفكري والألعاب المحفزة لنشاط الدماغ.

كما أن "برنامج التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل" في سيراليون "تعلّم بأمان في بو"، بقيمة 7,347,000  درهم (2,000,000 دولار)، يهدف إلى دعم وزارة التربية والتعليم في تحقيق أهدافها على المدى القريب والبعيد من أجل تحسين جودة ومخرجات التعليم ومن خلال ضمان حصول 4000 طفل على الأقل (6-16 سنة) الذين انقطعوا عن مواصلة تعليمهم خلال انتشار فيروس إيبولا في منطقة بو. سيوفر البرنامج للأطفال تعليم أساسي وثانوي آمن وسليم ويمكن التنبؤ به. كما سيتيح البرنامج للأطفال تعلّم القراءة والكتابة واكتساب المهارات الاجتماعية والعاطفية التي يحتاجون إليها من أجل التخفيف من آثار هذه المحنة ومواصلة الطريق نحو الازدهار.

For better web experience, please use the website in portrait mode