Dubai Cares

لقد واجه نظام التعليم في كينيا بعض التناقضات لسنوات عدة، حيث لا تزال مسألة الوصول إلى التعليم السليم من المسائل الهامة في البلد. ومن حيث  الوصول إلى التعليم، يلتحق 15-25 % من الأطفال بالمدارس الأساسية و37% منهم فقط ملتحقين بالمدارس الثانوية. بالإضافة إلى ذلك، ومن حيث جودة التعليم، أظهر 35٪ من معلمي المدارس الحكومية في كينيا معرفة أساسية بالمناهج الدراسية التي يدرسونها للطلاب. وغالباً ما يفتقر المعلمون في كينيا إلى فرص التطوير المهني ويحصلون على الحد الأدنى من الدعم والإرشاد من المشرفين عليهم. ويؤثر نقص التدريب والتأهيل بشكل سلبي على دورهم كمدرسين مما يؤدي إلى ضعف نوعية التعلم لدى الطلاب.

وفي هذا الصدد، أثبتت دبي العطاء، بالشراكة مع شبكة "آغا خان للتنمية"، التزامها من خلال تعزيز فعالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف تحسين مخرجات التعلم لأكثر من 119,600  طالب وطالبة في التعليم الأساسي عبر استخدام التكنولوجيا في التعليم. ويركز البرنامج على اختبار والتحقق من صحة النماذج والأساليب من حيث فعالية التكلفة، وتأثيرها  وملائمتها، من أجل مساعدة الحكومة في تحقيق طموحاتها وخططها الخاصة بتعزيز قدرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها في المدارس على المستوى الوطني.

ليديا نيامبورا كيماني هي مُدرّسة في الصف الثاني في مدرسة نغومبيني الأساسية في مقاطعة كويل حيث تدرس فصلاً يتألف من 76 طفلاً. وبفضل برنامج دبي العطاء، تم تدريبها على دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ممارسات التعليم والتعلم. وقد شاركت ليديا في برنامجاً تدريبياً مدته 12 يوماً في مدرسة "وا" الأساسية، حيث غطت 7 وحدات دراسية. وقد مكّن هذا البرنامج التدريبي ليديا من التحول من المعارف والمناهج الأساسية "التعليم التلقيني" إلى أسلوب تعليمي أكثر تقدماً. وقد عبرت ليديا عن سعادتها بما تعلمته من معارف متقدمة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كما توضح ذلك بالقول: "لم يقتصر أثر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تغيير حياتي الشخصية من خلال إتاحة الفرصة لي بالتعرف على التقنيات الحديثة مثل الهواتف الذكية، بل أيضاً أسهمت وبشكل ملحوظ في صقل قدراتي التدريسية، ووفرت لي نفس المستوى من الوصول إلى الفرص والمعلومات مثل أي معلم أو متعلم في بيئة مدرسية متقدمة."

وقد مثل برنامج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من قبل دبي العطاء نقطة تحول في مهنة التدريس لدى ليديا التي لديها خبرة 20 عاماً. وبقناعة تامة بما قامت به، قالت ليديا: "استطيع القول بأنه لدي الآن القدرة على مواكبة تطورات القرن الحادي والعشرين المرتبطة بامتلاك المعلم لمهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث أصبح الفصل الدراسي بالنسبة لي لا يقتصر على وجود أجهزة رئيسية ولكن يشتمل على تقنيات أكثر تقدماً ستسهم بفتح آفاقاً جديدة لبيئة تعليمية فعالة". وفي أحد الدروس التي أخذتها، نجحت ليديا في تحميل صور لوسائل النقل وأثارت اهتمام الطالب بالتعلم عن موضوع الدراسة. وتوضح ذلك بالقول: "أبدى الطلاب حماسة كبيرة للتعلم باستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأنها تساعدهم على الفهم الصحيح من خلال جمع الصور والمعلومات من جميع أنحاء العالم جنباً إلى جنب مع الأنشطة الترفيهية والبرمجيات لتعزيز تعلمهم."

وقد عزز برنامج دبي العطاء إلى حد كبير في إثراء تجربة التعلم للأطفال والشباب. واختتمت ليديا تعليقها على تجربتها من خلال هذا البرنامج بالقول: "حتى الآن أسهم هذا البرنامج بإتاحة الفرصة أمام الأطفال لقراءة حوالي 10 قصص رقمية باللغة الإنجليزية و 12 قصة باللغة السواحلية. وأودّ هنا أن أتوجه بالشكر إلى  دبي العطاء على إتاحة الفرصة لتعملي مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي أصبحت أكبر وسيلة للتغيير لكافة المعلمين والمتعلمين في كينيا."

For better web experience, please use the website in portrait mode