Dubai Cares

مع استمرار النزاع السوري، تقوم العديد من العائلات برحلة محفوفة بالمخاطر إلى إحدى الدول المجاورة لسوريا. وتقدّر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من خمسة ملايين أسرة لاذت بالفرار من سوريا بحثاً عن السلام والاستقرار. لبنان هو من أحد البلدان التي لا تزال تشهد تدفقاً هائلاً من اللاجئين السوريين. ويتواجد هؤلاء اللاجئين في جميع أنحاء البلاد، مع وجود نقص في المرافق لتزويدهم بالخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم.

في محاولة لاستعادة الأمل في مجتمعات اللاجئين السوريين في لبنان، تعمل دبي العطاء بالشراكة مع لجنة الإنقاذ الدولية لتوفير فرص التعليم للأطفال في هذه المجتمعات للمشاركة في عملية التعلم وبناء مستقبلهم. يُعتَبر طلاب الأنظمة التعليمية المتكاملة الشيخ فنيش مثالاً رئيسياً على التزام اللاجئين السوريين تجاه البرنامج. حيث يَتلّقى هؤلاء الطلاب تعليماً غير رسمياً من خلال برنامج "التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل"، الذي تموله دبي العطاء.

قبل إطلاق البرنامج، كان لدى الطلاب والمجتمع موقفاً لا مبالي إلى حد كبير تجاه التعليم إذ لم يكن أولوية بالنسبة لأولياء الأمور. ومنذ بداية البرنامج، أصبح هذا الموقف يتغير شيئاً فشيئاً، وهو أمر مثير للإعجاب بالنظر إلى أن البرنامج هو في دورته الثانية حالياً كبرنامج تعليم غير رسمي.

إن تغيير موقف الطلاب والمجتمع هو أحد الأهداف الرئيسية للبرنامج. ويعتبر ماهر محمد الموسى، وهو طالب يبلغ من العمر 9 سنوات مشارك في برنامج التعليم غير الرسمي، مثال واقعي لمدى نجاح البرنامج.

جاء ماهر إلى لبنان من سوريا قبل 4 سنوات. قبل التحاقه بفصول التعليم غير الرسمي، لم تتح له الفرصة للذهاب إلى المدرسة في كل من سوريا ولبنان. وعند بدء البرنامج، لم يكن ماهر يستغل كامل قدراته وكان أداءه أقل بكثير من مستواه الأكاديمي. وأظهر والديه اهتماماً ضئيلاً بالتعليم، وكان سلوكه في الصف يميل في كثير من الأحيان إلى الفوضى.

بعد إمضائه عام في فصول التعليم غير الرسمي، تحسن وضع ماهر في التعلّم وطرأ على سلوكه في الفصول الدراسية تحسناً كبيراً. كما تحسنت مستوياته الأكاديمية، والتحق هذا العام رسمياً ببرنامج التعليم في المدارس الحكومية اللبنانية. هو الآن طالب في الصف الثاني في مدرسة الروضة العامة. وفي الوقت نفسه، أصبح ماهر "طالباً داعماً للواجبات" المنزلية في مدارس التعليم غير الرسمي، حيث يقوم بمساعدة الأطفال الآخرين، وأصبح سلوكه العام داعماً لمعلميه والطلاب الآخرين. يقول ماهر: "أحلم بمساعدة الأطفال السوريين الآخرين في الحصول على التعليم ليصبحوا مثلي."

وتقول تهاني عباس، المعلمة العلاجية لماهر: "يتصرف ماهر دائماً باحترام كبير داخل الفصل الدراسي، إنه أحد أفضل الطلاب النشيطين، حيث يظهر ذلك من خلال التحضير الذاتي والتحسن في دروسه وجميع المواد المشارك فيها في البرنامج العلاجي". ماهر سعيد جداً بظهور اسمه من بين أفضل الطلاب، وظهرت صورته على برنامج "سناب شات"  كواحد من أولئك الذين أظهروا تحسناً أكثر من غيرهم. ويختتم والده بالقول: "ماهر وشقيقه عدنان قادة لجيل جديد من اللاجئين السوريين بإمكانهم نشر الأمل للأطفال في جميع أنحاء العالم."

حول برامج "التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل" من دبي العطاء

تعتبر برامج دبي العطاء في لبنان والنيجر وفلسطين وسيراليون جزءاً من برنامج "التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل"؛ وهي مبادرة جديدة تجمع ما بين دبي العطاء ولجنة الإنقاذ الدولية(IRC)و"غلوبال تايز للأطفال" (Global TIES for Children)/ جامعة نيويورك .(NYU)وتسعى هذه المبادرة الرائدة التي تمتد لمدة ثلاث سنوات لأن يكون لها تأثير محفز على قطاع التعليم في حالات الطوارئ، وذلك من خلال اختبار تأثير التدخلات الرئيسية في حالات الطوارئ. وتهدف البرامج الثلاثة إلى تحديد التدخلات الأكثر فعالية من ناحية تحسين مخرجات التعلم للأطفال وتحت أية ظروف، وبالتالي توفير أدلة للفاعلين الدوليين في مجال التعليم لضمان التحاق الأطفال المتأثرين بالأزمات بمدارس آمنة ويمكن التنبؤ بها، بالإضافة الى اكتساب مهارات القراءة والرياضيات والمهارات الاجتماعية والعاطفية التي هم بحاجة إليها للنجاح في المدرسة والحياة.

وينقسم برنامج "التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل" في لبنان، المقدر بـ 8,816,400 درهم (2,400,000 دولار أمريكي)، إلى شقين حيث يهدف إلى تحسين مخرجات القراءة والرياضيات والمهارات الاجتماعية والعاطفية لـ 4,600 من الأطفال الأكثر حرماناً من اللاجئين السوريين في المرحلة العمرية ما بين 6 و 16 عاماً، إلى جانب تعزيز قدرة 50 مدرساً في مجال التعليم خلال مرحلة التعافي، وتحسين مشاركة أولياء الأمور في تعليم وحماية أطفالهم. 

وبالمثل، فإن برنامج "التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل في النيجر"، بقيمة7,714,350  درهم (2,100,000 دولار)، يهدف إلى تحسين القراءة والرياضيات، والمخرجات الاجتماعية والعاطفية لـ  4000 من الأطفال الأكثر حرماناً من اللاجئين النيجريين الذي تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 14 سنة، والذين نزحوا بسبب انعدام الأمن الناجم عن سيطرة جماعة "بوكو حرام" على الحدود في نيجيريا، فضلا عن توفير الدعم لإعطاء دروس خصوصية وتعزيز قدرة 200 معلم وسلطة تعليمية. وعلاوة على ذلك، سيتم تعزيز دور الوالدين والمشاركة المجتمعية في تعليم الأطفال وحمايتهم. كما ستشتمل المبادرة على إعطاء دروس خصوصية للأطفال، وأيضاً تقديم دروس خصوصية وتدخلات خفيفة الحدة مثل التحفيز الفكري والألعاب المحفزة لنشاط الدماغ.

كما أن "برنامج التعليم في حالات الطوارئ: دليل العمل" في سيراليون "تعلّم بأمان في بو"، بقيمة 7,347,000  درهم (2,000,000 دولار)، يهدف إلى دعم وزارة التربية والتعليم في تحقيق أهدافها على المدى القريب والبعيد من أجل تحسين جودة ومخرجات التعليم ومن خلال ضمان حصول 4000 طفل على الأقل (6-16 سنة) الذين انقطعوا عن مواصلة تعليمهم خلال انتشار فيروس إيبولا في منطقة بو. سيوفر البرنامج للأطفال تعليم أساسي وثانوي آمن وسليم ويمكن التنبؤ به. كما سيتيح البرنامج للأطفال تعلّم القراءة والكتابة واكتساب المهارات الاجتماعية والعاطفية التي يحتاجون إليها من أجل التخفيف من آثار هذه المحنة ومواصلة الطريق نحو الازدهار. 

For better web experience, please use the website in portrait mode