Dubai Cares

لم تعد حياة غلام ياسين مثل أي طفل بعدما توقفه عن الدراسة. في صباح مشرق في لياكواتبور، وهي قرية تقع على بعد 110 كيلومترات من مدينة رحيم يارخان في باكستان، كان غلام يقف بمفرده وهو ينظر إلى مجموعة من الأطفال يعلبون. حاول إخفاء مشاعر الحزن والأسى الذي تملكه عندما تذكر أنه لم يعش طفولته مثلهم. فقد أراد اللعب معهم وعيش هذه اللحظات، لكن يداه اللتان يعلوهما الغبار نتيجة عمله الشاق في فرن حرق الطوب تخبرنا قصة مختلفة.

قصة غلام ياسين مشابهة لقصص ملايين من الأطفال ممن فقدوا حقهم الأساسي في التعليم نتيجة اضطرارهم للعمل. فقد قرر والدا غلام وبسبب أزمة مالية ألمت بهما أن يسحبا ابنهما من الصف الثالث ليساعد العائلة ليضطر للعمل في ظروف قاسية في لياكواتبور. انتهى المطاف بغلام ياسين في فرن لحرق الطوب حيث بات يعمل في أكثر البيئات خطورة التي تتسبب بتأثيرات ضارة على الصحة مثل السكتات الدماغية والحروق الجلدية وأمراض الرئة، وغيرها. هنا تظهر معاناة هذا الطفل الصغير الذي يستحق أن يكون في مدرسة حيث يتلقى التعليم وليس خارج أسوارها يعمل في مكان يفتقد لمعايير السلامة والظروف الصحية المواتية. 

ووفقاً لإحصاءات صادرة عن وزارة العمل في الباكستان في عام 2016، يوجد23,642  طفلاً دون سن الرابعة عشرة يعملون في أفران حرق الطوب. في حين، يوجد 12 مليون طفل يعملون في باكستان، وفقاً لمنظمة العمل الدولية. أفران الطوب هي مجرد جزء صغير من الصورة الكاملة التي يعيشوها هؤلاء الأطفال.

لحسن الحظ، فإن أيام غلام ياسين الصعبة في الفرن لم تستمر طويلا، فثمّة أمل بزغ ليبدد عتمة أيامه أخيراً. لقد كان غلام محظوظاً بعودته مع زملائه إلى مقاعد الدراسة التي تركها ذات يوم تحت ظروف قاسية، وذلك بفضل برنامج ممول من دبي العطاء. وقد اختاره أحد المعلمين الذين شملهم الاستطلاع في الدراسة الاستقصائية للواقع المعيشي للأسر وأقنع أسرته بإعادته إلى المدرسة بعد سلسلة من جلسات المشورة. بدأ مع معسكر محلي يركز في المقام الأول على الأطفال خارج المدرسة ويساعدهم على تعميم النظام المدرسي الرسمي بعد تحسين وتقييم مستويات التعلم خلال فترة شهرين. شارك غلام ياسين في المعسكر، وبعد محاولات كبيرة استمرت لمدة عام، تم إعادة تسجيله في الصف الثالث. اليوم، بدأت طموحات وأحلام غلام ياسين تتحول إلى حقيقة. لقد أصبح بمقدوره الآن  قراءة وكتابة الجمل باللغة الأوردية والإنجليزية، فضلاً عن قدرته على القيام بعمليات حسابية. وقال لي غلام: "لدي أحلام كبيرة سأحققها في يوم ما حتى أتمكن من رعاية عائلتي. وعندما أكبر سأعمل جاهداً على إتاحة الفرصة لجميع الأطفال في قريتي ليذهبوا إلى المدرسة بدلاً من العمل في أفران الطوب".

من خلال هذا البرنامج، يظهر تصميم وصمود غلام على التحدي بروح وبراءة شبابه. لقد انعكس الأثر الإيجابي لهذا البرنامج أيضاً على تطلعات ملايين الأطفال الذين كانوا يعيشون على هامش المجتمع ويعانون من الحرمان. ويهدف البرنامج إلى التأكد من أن حالات مثل حالة غلام ياسين أصبحت طي النسيان في باكستان. إن أهمية هذا البرنامج تظهر بما يحمله من جوهر ينسجم مع مبادئ اليوم الدولي لمحو الأمية ويحتفي بأهمية توفير التعليم السليم.

من خلال هذا البرنامج، يظهر تصميم وصمود غلام على التحدي بروح وبراءة شبابه. لقد انعكس الأثر الإيجابي لهذا البرنامج أيضاً على تطلعات ملايين الأطفال الذين كانوا يعيشون على هامش المجتمع ويعانون من الحرمان. ويهدف البرنامج إلى التأكد من أن حالات مثل حالة غلام ياسين أصبحت طي النسيان في باكستان. إن أهمية هذا البرنامج تظهر بما يحمله من جوهر ينسجم مع مبادئ اليوم الدولي لمحو الأمية ويحتفي بأهمية توفير التعليم السليم.

عن البرنامج

أطلقت دبي العطاء برنامجاً جديداً لتوفير تعليم سليم بجودة عالية بقيمة 17 مليون درهم إماراتي (4،614،533 دولاراً أمريكياً) في باكستان في عام 2014. تم تنفيذ البرنامج بالشراكة مع مؤسسة Idara-e-Taleem-o-Aagahi (ITA).

 وينسجم هذا البرنامج مع "مبادرة التعليم العالمية الأولى" التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة لمدة خمس سنوات، بهدف تعزيز التحولات التعليمية من مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي إلى التعليم الابتدائي للأطفال، وخاصة الفتيات والفئات الضعيفة، ويوفر التعليم السريع لآلاف من الأطفال الذين انقطعوا عن التعليم خارج المدرسة. واستفاد 385،800 طفل بشكل مباشر من البرنامج، الذي استمر لمدة 3 سنوات في جميع أنحاء منطقتي السند والبنجاب وكذلك منطقتين في بلوشستان.

For better web experience, please use the website in portrait mode