Dubai Cares

تخرجتُ من "تي تي سي مورورو" في 2016 وبدأت العمل في التعليم المبكر للأطفال في مدرسة "جي إس سانت بول تيازو" لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي منذ ثمانية أشهر، ولكوني واحدة من المعلمين القلائل المدرَّبين، كنت واثقة من قدرتي على القيام بعملي على أتم وجه في هذه المؤسسة، التي يدفع فيها الأطفال في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي أقساطاً تبلغ 15,000 فرانك رواندي عن كل فصل.

بحسب تقديري، كنت على علم أنني قادرة على تقديم الأنشطة اليومية الاعتيادية للأطفال في سن 3 – 6 سنوات، ويوماً بعد يوم اعتدت على هذا الروتين واعتقدتُ أنني أقدم دروسي بشكل جيد. كانت لدي مواد تعليمية قليلة يمكنني استخدامها، ولكن تنظيم "وقت الدائرة" مع الأطفال كان صعباً بعض الشيء بالنسبة لي.

ركن الألعاب كان الوقت الأكثر تسبباً بالتوتر، كان لدي بساط كبير واحد ويمكن للأطفال أن يلعبوا باستخدام المواد والمكعبات التي وفرتها منظمة اليونيسف.

لم أعرف أن هذه الأنشطة ليست مملة فقط، وإنما تحرم الأطفال من اختيار أنشطتهم واللعب بمواد مختلفة على بساط واحد، كما إن عرض المواد الخاصة بالتدريس والتعلم وتنظيم الصف يضع المزيد من الحدود، لقلتها وعرضها على ارتفاع أعلى من طول الأطفال.

الأشياء الصغيرة التي تجاهلتها (تجهيز مواد محلية) أصبحت حافزاً لإمكانياتي في الإبداع والابتكار من أجل تحويل الأنشطة اليومية إلى شي أكثر متعة وفائدة، كنتُ مقيدة بخطة الدروس ولم أراقب بالقدر الكافي ما يجذب الأطفال بشكل فردي ويثير اهتمامهم وإمكانياتهم كل يوم.

ثم قدمت لي "الخدمة التطوعية في الخارج" (VSO) في رواندا – بتمويل من دبي العطاء – تدريبين اثنين، عن تطور المواد التعليمية وكيفية تطوير خطة المواضيع. بعد التدريبين، كانت هناك متابعة من مرشدي التعليم المبكر للأطفال من "الخدمة التطوعية في الخارج" تتضمن تقديم الاستشارات والتدريب الفردي.

في الحقيقة، التدريب والاستشارات الفردية هي ما جعلني قادرة على تحديد نقاط قوتي وضعفي في الصف، ولم تكن من منطوق "افعل ولا تفعل"، إنما تتركز حول كيف يمكنني التطورّ كميسّرة للتعليم.

حاولنا الإجابة على أسئلة مثل "هل أنا بحاجة لتغيير استراتيجيات الروتين اليومي؟ إذا كنت بحاجة لذلك، فلماذا؟ وكيف يمكنني تحقيق ذلك؟" وهذه الأسئلة التي وضعتها بنفسي كانت دليلي للقيام بعملي.

أثناء التدريبات التي تلقيتها من "الخدمة التطوعية في الخارج"، وبفضل قدرتي على فهم الطريقة الأفضل لوضع مقرر دراسي مبني على الجدارة، اكتسبت الثقة اللازمة لأداء عملي أمام الأطفال والإدارة والضيوف والمتطوعين الذي  قاموا بزيارة صفي.

تنظيم الصف أصبح أكثر مراعاة لحاجات وقدرات الأطفال، وحالياً أصبح الصف أكثر وداً مما كان عليه سابقاً. الأثاث الخاص بالأطفال مرتب على شكل دائرة كاملة تقريباً بحيث يستطيعون رؤية أي شيءٍ معروض على جدران الصف الأربعة بوضوح.

المواد اللازمة لكل ركن ألعاب متوفرة ومن السهل عليّ تغييرها أو الإضافة إليها بشكل أسبوعي كي يحصل الأطفال على مواد أكثر تنوعاً مع مرور الوقت، ويتم تغيير المواد بشكل دائم لتعكس الدرس الحالي المستخدم في الصف.

أصبحت أعرف لأول مرة كيف أعرض المواد التعليمية مما أصبح صفي جذاباً ، أفعل ذلك وأنا مدركة أنني قادرة على عرض هذه المواد على الأرض أو الجدران أو عبر تعليقها من السقف، والأطفال أصبحوا مندمجين بفعالية في عملية التعلم.

أضع حالياً خطة أسبوعية للأنشطة المختلفة باستخدام خطة المواضيع، ما ساعدني على تجهيز المواد التعليمية مسبقاً في كل مساحات الأنشطة.

أخصص بعض الوقت أحياناً لاستعراض فرص تطوير المواد التعليمية الجديدة باستخدام مواد منخفضة التكلفة. لن أفقد المهارات الجديدة التي اكتسبتها ما دمتُ مستمرة بالعمل مع الأطفال.

حين أجلس لأروي حكاية للأطفال، أجلس على نفس مستوى طولهم وأستمتع بنظرهم إليّ وكلهم شوق لمعرفة بقية الحكاية، أستخدم الصور والأغراض الملموسة لأروي الحكاية، وحين أرى حماستهم أسأل نفسي أحياناً، "ماذا لو لم يمر هؤلاء الأطفال بتجربة مماثلة، ما الذي سيحمله المستقبل لهم؟".

يزور صفي عادة مدرسون من مدرستين مجاورتين (غير المدارس المستفيدة من "الخدمة التطوعية في الخارج") ليتعلموا مني، وعاد ما أفرّغ بعض الوقت لأشاركهم بعض معارفي، إنه إنجاز كبير أن يتعلم الآخرون الممارسات الجيدة مني. تمكنت اليوم من إتمام تدريب المدرسين على مستوى القطاع حول كيفية إنشاء خطة المواضيع للتعليم المبكر للأطفال، وأنا فخورة بأن صفي أصبح نموذجاً يستخدم لتوضيح كيفية سير العملية التعليمية في صفوف التعليم المبكر للأطفال.

For better web experience, please use the website in portrait mode