يعتبر التعليم أساس التنمية والتمكين للأطفال والشباب حول العالم، إذ له قدرة هائلة على تحسين حياة الناس، والحد من الفقر، والحفاظ على النمو الاقتصادي، والمساعدة في بناء عالم أكثر سالماً. وانطلاقاً من هذا الاعتقاد، نحن نسعى جاهدين إلى توسيع نطاق قوة التعليم وتسليط الضوء على ملايين الأطفال والشباب المحرومين والمستضعفين، بغض النظر عن جنسهم ودينهم وعرقهم وجنسيتهم.
وفي سبتمبر2007، أطلق قائدٌ وصاحب رؤية وبصيرة وهِمة إنسانية، مبادرةً من منطلق إيمانه ورغبتهِ بمنحٍ الأطفال فرصةَ التعلم وبناء مستقبل واعد لأنفسهم ومجتمعاتهم من خلال التعليم. وقبل عشر سنوات، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بغرس بذور مبادرته، وعَمِلنا معاً على رعايتها ونموها لتصبح واحدة من أبرز المؤسسات الإنسانية العالمية التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها. لقد أصبحت رؤية دبي العطاء تحت قيادة سموه الحكيمة واقعاً ملموساً.
على مدى السنوات الإثني عشر الماضية، قامت دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بتصميم برامج قائمة على الأدلة، أو تُسهم في قاعدة الأدلة. قمنا بالتعمق وصولاً الى جوهر القضية، آخذين دوراً ريادياً في التعامل مع العقبات الخفية التي تعترض طريق التعليم مثل عدم وجود مرافق صحية تراعي الفروقات بين الجنسين أو التغذية الكافية للطالب أو الصحة، وذلك من خلال التغذية المدرسية ومكافحة الديدان المعوية، وزيادة الوعي حول أهمية التعليم الشامل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن توفير البنية التحتية المدرسية الآمنة وتطوير مهارات القراءة والكتابة وتشجيع عادة القراءة ما بين الطلاب من خلال توزيع الكتب. ونتيجة لذلك، تمكّنا من زيادة مستوى الالتحاق بالمدارس، والحد من معدلات التسرب المدرسي، وتحسين جودة التعليم، والمناهج والمعلمين، وضمان المساواة بين الجنسين في جميع البرامج والمساهمة في مجموعة أفضل الممارسات القائمة على الأدلة في العالم.
هذا وقد ركزت جميع برامج دبي العطاء التعليمية حتى الآن على الرصد والتقييم والتعلم، كما وفرت فرصاً متساوية للفتيات والفتيان للوصول إلى بيئات تعليمية آمنة مع توفير المرافق والمواد والدعم الأكاديمي المناسب من المعلمين والمجتمعات المحلية التي تراعي الفروقات بين الجنسين.
ونعمل حالياً جنباً إلى جنب مع وكالات الأمم المتحدة فضلاً عن المؤسسات الدولية والمحلية، لدعم البلدان في جهودها الرامية إلى تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، وذلك لضمان تعليم شامل وسليم للجميع وتعزيز التعلم مدى الحياة.
وفي إطار مهمتنا الجديدة، قمنا بتوسيع جهودنا لوضع دبي العطاء في الخطوط الأمامية للتعليم في حالات الطوارئ بهدف حماية الأطفال المتضررين من الأزمات وإتاحة الفرصة لهم للتعلم والتكيف خلال وبعد الأزمات. وعلاوة على ذلك، فإننا نقدم التمويل اللازم للتدخلات في المناطق حيث الحكومات لديها موارد محدودة أو غير قادرة على تقديم الخدمات في حالات الّنزاع والكوارث الطبيعية والأوبئة. وبالإضافة إلى ذلك، سيركز نطاق عملنا حالياً على تنمية الطفولة المبكرة، وتعليم الأطفال والشباب من أصحاب الهمم، وتوفير فرص الحصول على التعليم الثانوي والعالي، والتعليم والتدريب الفني والمهني، ومحو الأمية لدى الكبار، والمواطنة العالمية، فضلاً عن تحسين نتائج التعلم.
ومع استمرارنا في إحداث تأثير في البلدان الّنامية من خلال مجموعة واسعة من التدخلات البرامجية، فإننا نقوم باشراك المجتمع الإماراتي من خلال المشاركة المجتمعية ومبادراتنا التطوعية. وتشمل هذه المبادرات المسيرة من أجل التعليم، والتطوع في الإمارات، ومبادرة التطوع حول العالم.
وأخيراً، أود أن أشكر جميع المانحين والشركاء والداعمين داخل مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها على كرمهم ودعمهم السخي. وقد مكننا هذا الدعم من تغيير حياة أكثر 20 مليون طفل في 60 بلداً نامياً. وستواصل دبي العطاء من دون تردد التأثير بشكل إيجابي على حياة الأطفال والشباب الأكثر ضعفاً من خلال مساعدتهم على بناء مستقبل زاهر وواعد مدعوم بتعليم قوي وسليم.