• 17 سبتمبر 2014

أعلنت اليوم دبي العطاء عن استثمار إنساني جديد بقيمة 7346200 درهم (2 مليون دولار) في برنامج للصحة والتعليم في فييتنام. ومن المقرر أن يستفيد من هذا البرنامج الجديد 905000 طفل في 2600 مدرسة فييتنامية، ويهدف البرنامج إلى الحد من انتشار أمراض المناطق المدارية المهملة بين الطلاب في فييتنام على مدى فترة ثلاث سنوات والقضاء تدريجيّاً على أحد الأسباب الرئيسية لتغيب الطلاب عن مدارسهم في فييتنام.

ويدعم هذا البرنامج رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والتي  ترمي إلى منح الأطفال - بغض النظر عن جنسيتهم أو عقيدتهم أو دينهم - الفرصة ليسهموا إسهاماً إيجابيّاً في المجتمع وذلك عن طريق إزالة الصعوبات التي يواجهها أطفال البلدان النامية كل يوم في مجال التعليم. إن رؤية صاحب السمو لا تشمل منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل تمتد خارجها لتعالج المشاكل العالقة على قائمة الأجندة التنموية التعليمية حول العالم وصولا الى بلدان مثل فييتنام. وتتسبب أمراض المناطق المدارية المهملة مثل الديدان المعوية المنقولة عن طريق التربة، والتي تعرف باسم الديدان المعوية، في الحد من النمو البدني والعقلي لدى الأطفال، مما يؤثر على انتظامهم وتحصيلهم الدراسي. وقد دعت منظمة الصحة العالمية )WHO) - وهي السلطة التوجيهية والتنسيقية ضمن منظومة الأمم المتحدة فيما يخص المجال الصحي - إلى بذل جهود أكبر للسيطرة على تلك الأمراض وجعلتها من أولوياتها الرئيسية كجزء من جدول أعمالها الذي يتناول أمراض المناطق المدارية المهملة.

بفضل الشراكة مع منظمة التنمية الدولية المعروفة باسم Thrive Networks (مؤسسة East Meets West Foundation سابقاً)، ستطلق دبي العطاء برنامج التخلص من تلك الأمراض في أربع مقاطعات ريفية في فييتنام، بهدف تحسين صحة الطلاب هناك. وتعليقاً على تلك الشراكة وعلى هذا البرنامج الجديد صرح طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء قائلا: "في ظل انتشار نشاط دبي العطاء وبرامجها في 35 دولة، نعتمد على شراكات رئيسية مع منظمات لها مكانتها العالمية مثل Thrive Networks كي تنجح في تنفيذ مجموعة متنوعة من البرامج في جميع أنحاء العالم. إن الإصابة بتلك الأمراض وضعت تحديات شديدة أمام نمو العديد من الأطفال ومجتمعاتهم المحلية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تلك الموجودة في فييتنام. وتساهم هذه الأمراض، وغيرها من الأمراض الطفيلية، في إصابة عدد كبير من الرضع والأطفال والأمهات بسوء التغذية، والذي بدوره يؤثر سلباً على قدرات الأطفال على التعلم. ومن خلال هذا البرنامج سندعم مبادرة متكاملة وشاملة تتضافر فيها جميع شرائح المجتمع معاً لضمان نجاح محاربة هذه الظاهرة المتفشية والمنهِكة".

وفي إطار تلك الشراكة، سوف تعمل دبي العطاء مع Thrive Networks على برنامج يُدخل النظافة العامة والنظافة الشخصية في منظومة أعمال محاربة تلك الأمراض والتي تهدف في نهاية المطاف إلى تأخير الإصابة بها مرة أخرى وتعزيز الاستدامة. ويستهدف البرنامج أكثر من 905,000 طفل بعمر ما قبل المدرسة وبعمر المدرسة في 2,634 روضة ومدرسة ابتدائية لمساعدتهم في التخلص من أمراض الديدان المعوية. كما يُعنى البرنامج أيضاً بتدريب المعلمين والعاملين في قطاع الصحَّة المجتمعيَّة لإعطاء الدواء لطلّابهم في المدارس، ما يمثل منهجاً مثالياً يحتذى به لتحقيق الغاية المرجوة بكلفة منخفضة.

وفضلاً عن ذلك، سيعمد البرنامج إلى تدريب معلمين، من بين 10,000 شخص من عاملين في القطاع الصحي وعضوات في مكاتب الاتحاد النسائي المحليّة للمساهمة في توعية مجتمعاتهم حول تكريس العادات الشخصية، والتعامل مع الغذاء كما ينبغي، والتخلص من الممارسات غير الآمنة لتسميد التربة. ومن شأن المكونات المعرفية والتعليمية للبرنامج أن تصب في نهاية المطاف في صالح المجتمع ككل لأنها تساعد على خفض معدلات الإصابة مرة أخرى.

من جانبه أوضح مينه تشاو نجوين، مدير  Thrive Networks في فييتنام أن هذه الأعمال التكميلية هي المفتاح لنجاح برنامج القضاء على تلك الأمراض. وعلق قائلاً: "لا يمكن أن تحقق الاستفادة التامة من الأدوية التي تعالج هذه الأمراض إذا ما عاود المرض الطفل المصاب مرة أخرى بسبب ما يحيط به من ظروف غير صحية على مستوى النظافة العامة أو النظافة الشخصية سواء في المنزل أو في المجتمع ككل. وننتظر بلهفة إطلاق أول أسلوب علاج متكامل من نوعه للتخلص من تلك الأمراض يتضمن تحسين فرص الحصول على خدمات المرافق الصحية وزيادة الوعي بالممارسات الصحية. كما يقدم البرنامج فرصة كبيرة للمجتمعات التي تعاني من مشاكل المياه والمرافق الصحية والأمراض الاستوائية المهملة لتتعاون سويّاً ويتعلم بعضها من بعض، وتثبت للعالم كله ما يمثل حافزاً لاعتماد أسلوب متكامل للمساعدة في القضاء على تلك الأمراض".

ويأتي هذا البرنامج في فييتنام تماشياً مع إعلان لندن 2012 حول الأمراض المدارية المهملة، والذي أدى إلى إنشاء تحالف عالمي تقوده مؤسسة بيل وميليندا غيتس Bill & Melinda Gates Foundation، لتخفيف وطأة الأمراض المدارية المهملة في أرجاء المعمورة. وقد كثَّف هذا التحالف جهوده خلال العامين الماضيين مستهدفاً 10 أمراض لتحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية في السيطرة على هذه الأمراض أو القضاء عليها بحلول نهاية هذا العقد. وتمثل الأمراض تهديداً خطيراً لمستقبل الأطفال إذ تعيق فرص تعليمهم. وتهدف دبي العطاء من خلال دخولها في هذا التحالف وإطلاق برنامجها الجديد إلى معالجة المشكلة عن طريق تثقيف الأطفال حول كيفية الوقاية من الأمراض ما يضمن أن يَسْلَمَ منها الطالب جسديّاً وذهنيّاً وينخرط في دراسته كما ينبغي.

وأضاف القرق قائلا: "يواجه العديد من الأطفال في البلدان النامية جملةً من المخاطر الصحيَّة مثل الديدان المعوية والتي تؤدي إلى إصابتهم بالأمراض أو الإعياء الشديد وفقدان تركيزهم في الفصول الدراسيَّة، ومن ثم حرمانهم من مواصلة تعليمهم وارتفاع معدلات التغيب عن المدرسة. ليس ذلك فحسب، بل إن العديد منهم قد لا يلتحق بالمدارس أصلاً بسبب مشاكل صحية من هذا القبيل. لذا، فإن مكافحة أمراض الديدان المعوية لا تساعد على الانتظام في دراستهم فحسب، بل إنها تُمكّن من أصيب منهم في التحسن والالتحاق بالمدرسة"

وقد نجحت دبي العطاء خلال السنوات السبع الماضية، بدعم من المجتمع المحلِّي في دولة الإمارات العربية المتحدة، في إحداث تغيير ملموس في قطاع التعليم في المجتمعات النامية حول العالم. فقد امتدت يد دبي العطاء لتساعد أكثر من 10 ملايين طفل في 35 بلداً نامياً حتى يومنا هذا.

For better web experience, please use the website in portrait mode