• 19 سبتمبر 2017

جددت دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، التزامها نحو التعليم في حالات الطوارئ، وذلك خلال فعالية خاصة  نُظمت على هامش أسبوع الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وجمعت الفعالية التي استضافتها دبي العطاء بالتعاون مع صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر" قيادات معظم الشركات والمؤسسات الأكثر تأثيراً في العالم بهدف توسيع نطاق الحوار من منظور سياسي والتأكيد على أهمية التعليم في حالات الطوارئ أمام أصحاب القرار لتفعيل عملية التغيير، وبالتالي الدفع بالمزيد من  الاستثمارات في التعليم دعماً لتوفير فرص التعليم للأطفال والشباب في البلدان المتضررة من الأزمات. وفي كلمته الإفتتاحية خلال هذه الفعالية الهامّة، سلّط طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء الضوء حول الفرص والدافع وراء المشاركة الاستراتيجية، كما استمع المشاركون إلى لمحة عن مسيرة تطور صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر" من قبل جوردون براون، المؤيد السياسي الرئيسي للصندوق؛ إضافة إلى شرح رؤية الصندوق من قبل ياسمين شريف، مديرة صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر". كما ضمّت قائمة المتحدثين كلاً من توني ليك، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)؛ وفيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، و ديفيد ميليباند، الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية.

وفي معرض تعليقه على هذه الفعالية، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "يواصل صندوق ’التعليم لا يمكن أن ينتظر‘ حشد الالتزامات العامة والسياسية اللازمة لضمان التحاق جميع الأطفال المتضررين من الأزمات بالمدارس وحصولهم على فرص التعليم بحلول عام 2030. ولاشك بأن الاستثمارات التي تم تحقيقها إلى جانب الدعم والعمليات المتواصلة، تشكل قاعدةً لجهد عالمي استثنائي من شأنه تغيير نظام العمل. ومع ذلك، لاتزال هناك حاجة ماسة للعمل الجماعي من أجل توفير فرص التعليم لجميع الأطفال المتأثرين بحالات الطوارئ والأزمات الممتدة. ويعتبر هذا الاجتماع مفيد لأنّه يضم افضل العقول من مختلف انحاء العالم لتبادل الآراء والأفكار وتبادل أفضل الممارسات إلى جانب تسليط الضوء على التحديات وصياغة الحلول. هذا ويؤدي رجال الأعمال والقادة وأرباب العمل والمبتكرين والعاملين في المجال الإنساني والخيري دوراً محورياً لمعالجة هذه المشكلة ويعتير تأثيرهم أمراً هاماً لضمان نجاح الصندوق".

وشاركت دبي العطاء في إجتماع الفريق التوجيهي رفيع المستوى الخاص بصندوق ’التعليم لا يمكن أن ينتظر‘، حيث أعلنت دبي العطاء في هذا الإجتماع عن التزامها بتقديم 1,750,836  درهم إماراتي (500,000 دولار أمريكي) من خلال صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر"، لضمان استجابة مُنسقة ومستدامة للتدفق الحالي للاجئي الروهينغا المسلمين الذين نزحوا بسبب العنف المستمر في ولاية راخين في ميانمار.

ووفقاً للإمم المتحدة، أجبر الّنزاع فى ميانمار أكثر من 410,000 من مسلمي الروهينغا على الفرار من منازلهم الى بنجلاديش مما شكل أزمة إنسانية جديدة لاسيما مع وجود الاطفال فى قلب هذه الأزمة. واستناداً لليونيسيف، إن الغالبية العظمى من اللاجئين هم من النساء، بما في ذلك الأمهات اللواتي لديهن أطفال حديثي الولادة، والأسر التي لديها أطفال.

وأضاف القرق: "إن العديد من مسلمي الروهينغا اللاجئين الجدد الذين يصلون إلى بنغلاديش يقيمون في مخيمات مؤقتة أو بين المجتمعات المضيفة المحلية. ويضع هذا الأمر ضغوطاً شديدة على  الموارد الشحيحة، مما يؤدي إلى نقص في الغذاء والماء وغيرها من الضروريات. ويتكون معظم هؤلاء السكان المعرضين للخطر من النساء والأطفال. وكلما تم توفير التعليم، كلما زادت المكاسب في مساعدة الأطفال على التكيف مع حالتهم الراهنة. ومن خلال صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر"، تقدم دبي العطاء يد العون لأطفال الروهينغا المسلمين اللاجئين الجدد الذين وصلوا حديثاً إلى بنغلاديش عبر توفير الشعور بالحياة الطبيعية والاستقرار والأمل في المستقبل."

ويساهم صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر" الذي تم إطلاقه خلال مؤتمر "القمة العالمي للعمل الإنساني" عام 2016، في إحداث تغيير في عمليات التنسيق وزيادة التمويل في مجال العمل الإنساني. صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر" هو نداء لمدة 5 سنوات وتقدر قيمته بـ 14.14 مليار درهم إماراتي (3.85 مليار دولار أمريكي)،  حيث يهدف بشكل رئيسي إلى زيادة الاستثمار الموجّه لتعليم الأطفال والشباب المتضررين من حالات الطوارئ والأزمات الممتدة بهدف الوصول إلى أكثر من 13.6 مليون طفل.

وعلى هامش مؤتمر "القمة العالمي للعمل الإنساني 2016" في اسطنبول، كشفت دبي العطاء عن التزامها بزيادة حصة برامجها المخصصة للاجئين والنّازحين من الأطفال والشباب بالإضافة إلى أطفال وشباب المجتمعات المضيفة، لتصل إلى 33% من محفظتها المالية على مدى سنتين. كما أعلنت المؤسسة أيضاً عن التزامها بتوسيع قاعدة الأدلة حول الأساليب الناجحة ضمن التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة من خلال إنفاق 10٪  من مجموع ما تخصصه المؤسسة لتمويل التعليم في حالات الطوارئ على البحوث والتقييم، وتوزيع النتائج على شركائها في القطاع عند ظهورها.

أطلقت دبي العطاء حتى اليوم 8 برامج للتعليم في حالات الطوارئ وذلك في إطار استراتيجيتها "التعليم في حالات الطوارئ". ويتم تنفيذ هذه البرامج البالغة قيمتها78,060,471 درهم إماراتي  (21,249,618 دولار أمريكي) في كل من كولومبيا والعراق وليبيريا ونيبال والنيجر وفلسطين وسيراليون، بالإضافة إلى الأطفال المتأثرين بالأزمة السورية في الأردن ولبنان، إذ يصل عدد المستفيدين من هذه البرامج إلى 323,900 طفل.

وتشير إحصاءات منظمة اليونيسيف إلى أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بسبب حالات الطوارئ حول العالم بلغ 75 مليون طفل. ويعاني التعليم في حالات الطوارئ، كقطاع انساني، من شح كبير في التمويل. وبالرغم  من الزيادة الأخيرة في التمويل وحتى عام 2017، لا تزال حصة التعليم في حالات الطوارئ تقتصر على 2% فقط من التمويل العالمي للعمل الإنساني. ويعود السبب في ذلك بشكل رئيسي إلى إجراءات الطوارئ الأخرى المنقذة للحياة التي غالباً ما تتصدر الأولوية على حساب التعليم خلال الأزمات وذلك رغم الفوائد الهائلة للتعليم لدى الاطفال.

هذا وقد شارك وفد دبي العطاء بقيادة طارق القرق، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، أيضاً في فعاليات واجتماعات، بما في ذلك النقاش الاستراتيجي رفيع المستوى بين المؤسسات الإنسانية، والذي استضافته منظمة "الشراكة العالمية من أجل التعليم" بهدف استكشاف فرص جديدة للتوسع والتأثير في مجال التعليم العالمي وتعزيز استخدام الشبكات والموارد المشتركة.

وشمل جدول الأعمال أيضاً، المشاركة في الحفل الذي اطلقته منظمة الشراكة العالمية من اجل التعليم لتجديد الالتزام تجاه تمويل التعليم 2020، وهو حدث رفيع المستوى حول تنمية الطفولة المبكرة، بالإضافة إلى عدد من الاجتماعات الثنائية مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية.

For better web experience, please use the website in portrait mode