• 7 ديسمبر 2016

في إطار استراتيجية المؤسسة للتعليم في حالات الطوارئ والهادفة إلى إتاحة الفرصة للأطفال للتعلّم والتكيّف خلال وما بعد الأزمات، أعلنت دبي العطاء رسمياً عن برنامج مدته 3 سنوات يُعرف بـ "جهود الإغاثة بعد الزلزال في مجال التعليم في نيبال"، وذلك بالشراكة مع "روم تو ريد".(Room To Read)  وتم إطلاق البرنامج الذي يقدر بـ 9,183,750 درهم إماراتي 2,500,000) دولار أمريكي(،  خلال زيارة ميدانية قام بها وفد دبي العطاء برئاسة  الرئيس التنفيذي للمؤسسة طارق القرق في نوفمبر الماضي.  ويتضمن البرنامج مرحلتين في مجال التدخل الإغاثي:المرحلة الأولى تركز على البنية التحتية وبيئات التعلم بما في ذلك إعادة إعمار وترميم 10 مدارس تضم 115 فصل دراسي في منطقة نواكوت. أما المرحلة الثانية فسيتم خلالها تنفيذ برنامج شامل لمحو الأمية يستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 10 سنوات في 100 مدرسة.

في أبريل 2015، ضرب زلزال مدمر وصلت قوته إلى 7.9 درجة منطقة جبلية شاسعة بين كاتماندو، عاصمة البلاد، ومدينة بٌخاري. وتبع ذلك هزة شديدة القوة بعد بضعة أيام ليرتفع عدد القتلى إلى أكثر من 8,800 شخص، من بينهم 2,300 طفل. وتسبب الزلزال بإلحاق الضرر وتدمير أكثر من 875,000 منزل، فضلاً عن تأثر المدارس والمرافق الطبية، وغيرها من البنى التحتية. كما تسبب الزلزال بحرمان قرابة مليون طالب من المدرسة، وتدمير 32,000 فصلاً دراسياً، إلى جانب تضرر  15,000 فصل دراسي. وكان هذا الزلزال الذي ضرب نيبال الأسوأ خلال الـ 80 سنة الماضية.

وأوضح طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء خلال زيارته للمدارس التي من المقرر أن تستفيد من جهود إعادة الإعمار، بالقول” :تتصدر الكوارث الطبيعية مثل الزلزال المدمر الذي ضرب نيبال عناوين الاخبار الدولية لبضعة أسابيع، ولكن بعد ذلك يتوجب البدء بالعمل الفعلي لإعادة بناء المجتمعات المتأثرة. وتماشياً مع التزامنا تجاه دعم التعليم في حالات الطوارئ، تعتزم دبي العطاء مساعدة الأطفال على العودة إلى المدرسة للحد من توقفهم عن التعليم والتعرض لمخاطر الإهمال والاستغلال والاتجار. نحن في دبي العطاء في وضع جيد يمكّننا من تقديم يد العون التي من شأنها المساهمة بشكل إيجابي وكبير في حياة الأطفال الذين تعرضوا لصدمات قوية”.

وفي معرض إشادته بمساهمة دبي العطاء المهمة في جهود إعادة الإعمار عقب الزلزال، لا سيما تلك الجهود التي تركز على المشهد التعليمي في نيبال، قال سعادة سعيد حمدان، سفير دولة الإمارات لدى نيبال: "إن جهود دبي العطاء في نيبال، فضلاً عن التدخلات الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة، تعكس مبادئ قيادة دولة الإمارات والتزام شعبها بدعم البلدان لإحراز تقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وهذا بدوره ساهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات في الطليعة في مجال العمل الإنساني والخيري”.

ويهدف برنامج دبي العطاء في نيبال أيضا إلى دعم استجابة طويلة الأمد دعماً للأطفال الذين عانوا من الضغط النفسي في أعقاب الزلزال الذي عطل قدرتهم على التعلم .وستستفيد 10 مدارس، تتكون من 115 فصلاً دراسياً وتشمل مرحلة الطفولة المبكرة ومدارس للتعليم الأساسي والثانوي، من مشاريع إعادة الإعمار بصورة تنسجم مع معايير المباني الجديدة للحكومة النيبالية. وبالتالي، تطوير بيئة تعليمية آمنة وصديقة للطفل.

وبناء على التجارب السابقة التي أثبتت أثر القراءة على نتائج التعلم، ستقوم  منظمة "روم تو ريد".( (Room To Read) الشريك التنفيذي لدبي العطاء، بتنفيذ برنامج متخصص لمحو الأمية في 100 مدرسة، والذي سيستفيد منه   20,000 طفل إضافي. وسيتم ذلك من خلال توفير التدريب للمعلمين في مهارات القراءة والكتابة، وإدارة المكتبات، وأنشطة تشجيع عادات القراءة وكذلك توفير مواد قراءة سليمة.  علاوة على ذلك، يشمل البرنامج المشاركة المجتمعية في التخطيط المبكر واتخاذ القرارات، وتحفيز الأسر لتشجيع تطوير القراءة والكتابة عبر تزويدهم بالأدوات والموارد اللازمة لدعم تعليم أبنائهم. كما ستلعب الحكومة المحلية والوطنية في نيبال دوراً في هذا البرنامج بهدف تعزيز التبني الواسع لأنشطته.

وقالت سيندا أورتاني، ضابط أول  - برامج دولية، دبي العطاء: "لا يمكننا التقليل من أثر الصدمة التي يمر بها الأطفال خلال وعقب الكوارث الطبيعية.  ومن أجل زيادة فرصهم في مواصلة تعليمهم والتعلّم الفعاّل، علينا أن نكون قادرين على توجيه جهودنا نحو توفير بيئة تعليمية آمنة، فضلا عن دمج أنشطة القراءة. تهدف دبي العطاء من خلال هذا البرنامج إلى مساعدة الأطفال على التغلب على المحن التي يمكن أن تكون لها آثار سلبية طويلة الأمد على التنمية المعرفية، والمادية والاجتماعية “.

وتهدف دبي العطاء من خلال تنفيذ هذا البرنامج إلى توفير الدعم الفوري وعلى المدى المتوسط وطويل الأمد للمناطق المنكوبة والمتأثرة بالأزمات. ولا يقتصر التدخل في نيبال على التأكد من أن الأطفال لديهم بيئة مدرسية آمنة ومرنة بما يضمن عودتهم إلى التعليم فقط، بل أيضا توفير المواد التعليمية والقراءة التي تدعم استعادة حياتهم الاجتماعية والعاطفية.

واختتم القرق بالقول”:من خلال هذا البرنامج في نيبال، تسعى دبي العطاء لمساعدة الأطفال المتضررين من الكوارث الطبيعية لاستعادة الشعور بالاستقرار من خلال تمكينهم من العودة إلى المدرسة. سنواصل بذل قصارى جهدنا للتأكد من أن الأطفال يحصلون على المساعدة التي يحتاجونها حتى يبقوا مطمئنين وأقوياء، فضلاً عن توفير الدعم والموارد التي يحتاجونها لإعادة بناء حياتهم على المدى الطويل”.

الجدير بالذكر أن استراتيجية دبي العطاء في التعليم في حالات الطوارئ تضمن للأطفال والشباب المعرضين لسنوات من الصدمات المرتبطة بالحروب والكوارث الطبيعية، الحصول على فرص تعليمية آمنة يمكن التنبؤ بها والتي توفر لهم المهارات الأكاديمية والاجتماعية والعاطفية التي يحتاجونها للتعلّم والنجاح. ويتماشى برنامج دبي العطاء الجديد في نيبال مع هذه الاستراتيجية، حيث يأتي البرنامج في أعقاب إطلاق حملة لإشراك المجتمع وجمع التبرعات بعنوان #أخر_ما_تعلمت. وتهدف الحملة التي أُطلقت في أكتوبر 2016 ، إلى رفع مستوى الوعي وجمع التبرعات دعماً للأطفال المتضررين من النزاعات والكوارث الطبيعية.

For better web experience, please use the website in portrait mode