• 24 مايو 2015

شاركت دبي العطاء في منتدى التعليم العالمي 2015 الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في مدينة إنشيون في كوريا الجنوبية خلال الفترة ما بين 19 وحتى 22 مايو. وقد شاركت كذلك في الجلسة الحوارية التي عقدت تحت عنوان "استخدام الأدلة في صنع القرارات وتحديد الممارسات"، والتي تناولت الحاجة إلى وجود مخرجات تعليمية قائمة على الأدلة، وتم خلالها استعراض البرامج الأفضل لتغيير هذه المخرجات، بالإضافة إلى الأنظمة المتاحة لتنفيذ هذه البرامج.

حضر المنتدى الرئيس الكوري الجنوبي بارك غوينهي بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم وكان هذا المنتدى منبراً بارزاً أتاح لقادة عالميين في قطاع التعليم، ووزراء، وصانعي القرار، وممثلين عن منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات غير الحكومية العالمية والمجتمع المدني، والجمعيات، ومعلمين، وخبراء، وممثلين عن القطاع الخاص، الفرصة لتقييم الإنجازات وأوجه القصور في تنفيذ أهداف برنامج "التعليم للجميع" وغيرها من الأهداف التنموية للألفية المتعلقة بالتعليم، بالإضافة إلى الاتفاق على موقف مشترك لتحقيق أهداف التعليم لجدول أعمال ما بعد 2015 والذي ستتبناه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة خلال القمة الرفيعة المستوى التي ستعقدها في شهر سبتمبر 2015.

وفي كلمة ألقاها في إطار مشاركته في حلقة نقاش إلى جانب وزراء التعليم ورؤساء تنفيذيين من المؤسسات غير الحكومية العالمية وممثلين عن البنك الدولي، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "نسعى في ظل شح الموارد إلى تحديد الحلول والمناهج التي ستوفر لنا أكبر قدر من المكاسب في التعليم. علينا أن نجري الاختبارات بطريقة منهجية ودقيقة على عدد من الحلول المختلفة، وذلك بما يساعدنا على اختيار الحل الأفضل. وكلما تعلمنا أكثر من خلال التقييم والاختبار الدقيق، كلما اقتربنا من تحديد العناصر الأساسية للنجاح".

وتحرص دبي العطاء على دعم المبادرات التي تعزز عملية وضع البرامج القائمة على الأدلة. فعلى سبيل المثال، تشارك المؤسسة الإماراتية في مبادرة "الشراكة لتعزيز الابتكار والممارسة في التعليم الثانوي"

(The Partnership to Strengthen Innovation and Practice in Secondary Education)، والذي يهدف إلى تحديد مواطن الابتكار وتعزيزها في التعليم الثانوي، والمساهمة في الإصلاحات المعتمدة على السياسات، وتحديد فرص التعليم ونشرها بين الجهات الأساسية. كما أن دبي العطاء هي جزء من شبكة إيجاد الأدلة في التعليم (Building Evidence in Education)، والتي تضم مؤسسات ثنائية الأطراف ومؤسسات متعددة الأطراف تلتزم في تعزيز جودة البحث في التعليم، وتسلط الضوء على ضرورة استخدام الأدلة عند وضع البرامج التعليمية، فضلاً عن تعزيز التعاون ما بين الجهات المانحة في مجال الأبحاث.

وأضاف القرق قائلاً: "لم تكن لدينا قبل فترة قصيرة جداً المعلومات الكافية حول أفضل السبل لمكافحة الفقر، وخاصة فيما يتعلق بالتعليم والتعلم. ومن هذا المنطلق، لا بد لنا من مواصلة تمويل الجهود الساعية لإيجاد أدلة في البلدان النامية، وذلك نظراً للفائدة العظيمة التي يتيحها التعلم من نتائج برامجنا. يتيح لنا التقييم والبحث إمكانية معرفة أسباب نجاح بعض المناهج وعدم نجاح الأخرى، بالإضافة إلى تحديد العناصر التي يجب تعديلها وتلك الواجب التخلي عنها. فوجود المزيد من الأدلة لن يساعدنا على تخصيص التمويل بصورة أفضل وحسب، بل سيمكننا كذلك من حشد المزيد من الموارد لتحقيق أكبر أثر ممكن".

وقد وفرت دبي العطاء الدعم الاستراتيجي للعديد من المبادرات التي أثبتت فعاليتها في توفير دروس حول الإجراءات ذات الأولوية وتفعيل عوامل النجاح، ومن الأمثلة على ذلك مبادرة القراءة في الهند، وهي إحدى برامج الموسسة التي أطلقتها بالشراكة مع "براثام" (Pratham)، والتي أثبتت فعالية دور مخيمات القراءة في تحسين مستويات القراءة في المناطق المهمشة، وإمكانية إيجاد العديد من الحلول التي من الممكن توظيفها خارج الفصل الدراسي.

ومن ضمن الأمثلة الأخرى برنامج محو الأمية (Literacy Boost) الذي أطلقته دبي العطاء بالشراكة مع "منظمة إنقاظ الطفولة" Save the Children))، والذي يضم عدداً من المناهج التي تهدف إلى تعزيز مهارات القراءة في المراحل المتقدمة من خلال البرامج داخل الفصل الدراسي وفي المنزل. ويركز البرنامج على المهارات الأساسية التي أظهرت الأبحاث ضرورتها لتعلم القراءة. ومن الأمثلة الأخرى كذلك مبادرات التخلص من الديدان المعوية في المدارس، والتي تعاونت دبي العطاء في تنفيذها مع "ذا إند فند" (The End Fund) و"شبكات ثرايف" (Thrive Networks). وخلال السنوات العشر الماضية، كانت مبادرات التخلص من الديدان المعوية في المدارس، إحدى أهم قصص نجاح عملية صنع القرار بالاعتماد على الأدلة في البلدان النامية. وقد أظهرت العديد من الدراسات بأن للتخلص من الديدان المعوية مكاسب عديدة طويلة الأمد مقابل تكلفة بسيطة جداً. وتعمل دبي العطاء حالياً على دعم عدد من مبادرات التخلص من الديدان المعوية بالشراكة مع العديد من المؤسسات والحكومات.

وتهدف دبي العطاء إلى اختبار نماذج ونظريات بديلة تساهم بصورة مباشرة في تعزيز المبادرات القائمة على الأدلة. فعلى سبيل المثال، تعمل المؤسسة في تانزانيا بالشراكة مع الحكومة والمجتمع المدني لتحسين التعليم للمرحلة ما قبل الابتدائية ودعم الاستراتيجيات التي تتماشى مع مبادرات السياسة الحالية. وسيتم كجزء من البرنامج إجراء دراسات تقييم أثر شاملة وتحليل تكلفة دعم السياسات المستقبلية وقرارات الاستثمار في مجال تعليم الطفولة المبكرة.

وقامت دبي العطاء كذلك بدعم برنامج في جمهورية لاوس استجابة لرغبة وزارة التعليم في تعزيز الأدلة من خلال البرامج الأكثر فعالية لزيادة معدلات البقاء في المدارس وتحسين نتائج التعليم في المراحل المبكرة. وسيعمل هذا المشروع من خلال توظيف نظام مراقبة وتقييم متكامل على تقييم النماذج الأكثر فعالية فيما يتعلق بالوصول إلى الطالب والتكلفة لكل طالب وإمكانية التوسع والأثر في الجوانب المتعلقة بالبقاء بالمدارس والتعليم في المراحل المبكرة.

تجدر الإشارة إلى أن دبي العطاء، وبدعم من المجتمع الإماراتي، تمكنت خلال السنوات السبع الماضية من إحداث تغييرات وتحسينات على تعليم الأطفال في العديد من البلدان النامية حول العالم. وتصل برامج المؤسسة إلى أكثر من 13 مليون مستفيد في 39 بلد نام.

For better web experience, please use the website in portrait mode