• 27 سبتمبر 2012

تم اختيار دبي العطاء للانضمام إلى المبادرة العالمية التي أطلقها أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون" تحت عنوان "التعليم أولاً"، وهي مبادرة تهدف إلى منح جميع الأطفال فرصة الحصول على مستوى ملائم من التعليم السليم الذي يحقق التغيير. وتجمع هذه المبادرة التعليمية الخمسية، التي تم إطلاقها أمس في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك خلال انعقاد الدورة السابعة والستون للجمعية العامة للأمم المتحدة، مجموعة كبيرة من الجهات الفاعلة من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية بحلول عام 2015 وإرساء الأسس لرؤية واضحة بشأن التعليم لما بعد عام 2015. وقد حضر فعالية الإطلاق عدد من صناع القرار وواضعي السياسات وممثلين من وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات غير حكومية ومنظمات خاصة ودول أعضاء. 

جدير بالذكر أن دبي العطاء، المؤسسة الإنسانية الإماراتية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عام 2007 هي الجهة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تم إختيارها للانضمام الى الفريق الاستشاري الفني لأمين عام الأمم المتحدة والفريق الفرعي المعني بالدعوة والاتصالات للمبادرة الخمسية. وستبدأ دبي العطاء في اتخاذ خطوات جادة للدعوة إلى إدراج التعليم ضمن محاور التركيز الرئيسية لجداول أعمال الحكومات المحلية والوطنية والمنظمات التنموية والإنسانية على مستوى العالم. 

ولدى حضوره فعالية الإطلاق، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "يشكل اختيار الأمم المتحدة لدبي العطاء للمشاركة في هذه المبادرة العالمية إنجازاً هاماً ما كان ليتحقق لولا التوجيهات الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي دفعه إيمانه الراسخ بأن التعليم هو الأداة الأكثر فعالية في كسر حلقة الفقر إلى تأسيس دبي العطاء بهدف مساعدة بلدان العالم النامية على القضاء على الفقر من خلال توفير التعليم الأساسي السليم للأطفال. كما نشكر مجتمع دولة الإمارات بجميع أطيافه على دعمهم الكبير لدبي العطاء على مدار هذه الأعوام، ونخص بالشكر أيضاً جميع شركاؤنا، بما في ذلك وكالات المعونة التابعة للأمم المتحدة والمؤسسات غير الحكومية والمنظمات الخاصة التي عملنا معها على إحداث أثر ملحوظ في حياة 7 ملايين طفل في 28 بلداً نامياً".

وأضاف القرق: "استطاعت دبي العطاء في غضون خمسة أعوام فقط من تأسيسها أن تصبح الجهة الرائدة إقليمياً في تقديم برامج التعليم التي تتسم بالتكامل والشمولية والإسهام بصورة ناشطة في المناقشات الدائرة بشأن التعليم لما بعد عام 2015. إن إختيارنا للانضمام الى المبادرة التي أطلقها أمين عام الأمم المتحدة هي شهادة على نجاح منهجنا في وضع الإجراءات التدخلية التي تشدد على جودة التعليم وتنمية الطفولة المبكرة والإلمام بمهارات القراءة والكتابة والحساب ودعم الصحة والتغذية المدرسية. وقد تشرفتُ بحضور فعالية الإطلاق وانضمام دبي العطاء إلى هذه المبادرة التي تشارك فيها مجموعة من الجهات الفاعلة ذات الفكر المشترك لمواجهة هذه الأزمة التعليمية التي تسود العالم ووضع الحلول لها".

تنصب الأولويات الأساسية لمبادرة "التعليم أولاً" على توفير التعليم وتحسين نوعيته وتعزيز المواطنة العالمية، وهو الأمر الذي سيتحقق عبر إنشاء حركة عالمية تدرج التعليم السليم الملائم الذي يحقق التغيير في صلب المناقشات المعنية بالشؤون الاجتماعية والسياسية والتنموية، كذلك توفير التمويل الإضافي الكافي من خلال الجهود المستمرة للدعوة على مستوى العالم. 

وتشكل أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية الثمانية والتي وضعتها الأمم المتحدة عام 2000، خطة ترمي إلى تلبية احتياجات البلدان الأشد فقراً. ففي نهاية التسعينات من القرن الماضي، بلغ عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس ممن هم في سن التعليم الأساسي 106 ملايين طفل. أما اليوم، فقد تقلص هذا العدد إلى61 مليوناً بفضل العديد من المبادرات والإجراءات التدخلية التي تم تطبيقها على المستويين الوطني والدولي. وبرغم هذا التقدم المُحرز إلا أن المجتمع الدولي لا يزال يواجه احتمالية زيادة عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بحلول عام 2015 عما هو عليه في الوقت الحالي. 

وقد اكتنف الحضور خلال فعالية الإطلاق شعور عام بالأهمية البالغة لهذه القضية، إذ يدرك الجميع العواقب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الوخيمة التي قد تنتج عن إهمال التعليم. فبدون إدخال تحسينات على التعليم، ستتقوض الجهود العالمية للقضاء على الفقر والجوع وتمكين المرأة وإنقاذ الأطفال والأمهات من الموت والمحافظة على البيئة. 

For better web experience, please use the website in portrait mode