• 3 يونيو 2013

قام وفد من دبي العطاء برئاسة طارق القرق، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، مؤخراً بتنظيم مؤتمر صحفي في أثيوبيا للإعلان عن إطلاق برنامج تجريبي متكامل للتغذية المدرسية بالمنتجات المحلية يستمر لمدة ثلاث سنوات، ويتم تنفيذه في 30 مدرسة لتلبية الاحتياجات الصحية والغذائية لـ 30,700 طفل في مرحلة التعليم الأساسي بمنطقة الأمم الجنوبية في أثيوبيا. ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي (World Food Programme) التابع لمنظمة الأمم المتحدة، إن 66 مليون طفل في مرحلة التعليم الأساسي في البلدان النامية يذهبون الى المدارس وهم يعانون من الجوع، ومن بينهم 23 مليون طفل في أفريقيا وحدها.

ويقوم البرنامج، الذي تموله دبي العطاء في أثيوبيا باستثمار يبلغ 14.7 مليون درهم (4 ملايين دولار)، على نموذج معاصر للصحة والتغذية المدرسية يتميز بكونه مستدام وفعالاً من حيث التكلفة ومملوك للبلد نفسها، ويهدف إلى تحسين معدلات الالتحاق بالتعليم الأساسي وخفض نسب الغياب وتحسين القدرات الإدراكية لدى الأطفال.

ولا يقتصر التزام دبي العطاء في هذا البرنامج على زيادة فرص حصول الأطفال على التعليم الأساسي السليم في البلدان النامية فحسب، انما يتعداه لينسجم ويدعم مبادرة "التعليم أولاً العالمية" الخمسية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، والتي أعطت الأولوية لأثيوبيا للإستفادة منها. 

ويقوم برنامج الغذاء العالمي WFP التابع للأمم المتحدة ومنظمة الشراكة من أجل نماء الطفل Partnership for ChildDevelopment  ومنظمة SNV هولندا، بتنفيذ برنامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية الذي أطلقته دبي العطاء بمنطقة الأمم الجنوبية في أثيوبيا. ويعمل البرنامج المتكامل على توفير وجبات في المدارس يتم إعدادها باستخدام منتجات محلية، تشجيع الأطفال الذين يعانون من الفقر وانعدام الأمن الغذائي على الالتحاق بالمدارس، وفي الوقت نفسه يدعم البرنامج النمو الاقتصادي والتنمية بالمنطقة، كما يوفر فرصة قيمة للمزارعين والمنتجين للاستفادة من الطلب المنتظم والمتوقع على منتجاتهم. وإضافة إلى عنصر التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية، يشمل البرنامج أيضاً أنشطة معنية بالتخلص من الديدان المعوية وخدمات توفير المياه والمرافق الصحية والنظافة المدرسية.

وفي معرض حديثه عن إطلاق البرنامج، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "تماشياً بصفتها عضو في المجموعة الاستشارية الفنية التابعة لمبادرة "التعليم أولاً العالمية" الخمسية، وتماشياً مع التزامنا على مدى خمس سنوات بدعم التعليم السليم لكي يصبح هدفاً أساسياً على برامج أعمال الحكومات المحلية والوطنية ووكالات المعونة في العالم، ها هي دبي العطاء تطلق هذا البرنامج الذي سيستمر ثلاث سنوات ليسهم في تكوين قاعدة من الأدلة وليسهل عملية اتخاذ القرارات القائمة على المعرفة، وبحيث يمكن توسيع البرنامج ليس فقط على نطاق أثيوبيا وإنما في بلدان أخرى في العالم".

واضاف القرق: "بعد تنفيذ برامج مماثلة في مجال التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية بنجاح تام في أنحاء أخرى من العالم، نتطلع للاستفادة من خبراتنا ورؤيتنا من أجل تطوير برنامج ناجح وفي الوقت نفسه تمكين المدارس والمجتمع المحلي من الإسهام بدور نشط في ضمان نجاح هذا البرنامج. إننا نؤمن أن من خلال هذا البرنامج نستطيع إحداث أثر كبير على البيئة التعليمية في البلد، وفي الوقت ذاته توفير فائدة إضافية من خلال الإسهام في الاقتصاد المحلي. ومن منظور عالمي، إن هذا البرنامج له أهمية كبيرة ويلعب دوراً محورياً في تحقيق الهدف الثاني من أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية والمتمثل بتوفير التعليم الأساسي لكافة أطفال العالم".

وقال ديريز كاتيزا، ممثل المكتب الإقليمي للتعليم في منطقة الأمم الجنوبية في أثيوبيا: "تنعم منطقتنا بحظ وفير لاستضافة برنامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية، البرنامج الرائد الذي تدعمه دبي العطاء. وهذا المشروع لن يكون فقط مبادرة لدعم الاقتصاد المحلي من خلال شراء السلع الغذائية من جمعيات المزارعين فحسب، ولكنه أيضاً سيدعم الأنشطة التكميلية مثل التخلص من الديدان المعوية، وتوفير المياه والنظافة والمرافق الصحية لمساعدة الأطفال على النمو السليم والكامل وتحفيز إمكاناتهم الأكاديمية".

وأشاد سعادة السفير الدكتور يوسف الصابري، سفير دولة الامارات العربية المتحدة فوق العادة لدى جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفيدرالية، والمندوب الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، بدور دبي العطاء في أثيوبيا قائلاً: "تحمل البرامج الإنسانية التي تنفذها دبي العطاء في أثيوبيا، كما الأعمال الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات، رسالة إلى العالم كله تلخص من خلالها المبادىء الأصيلة لشعب الإمارات كما تعبر عن التوجه الرائد للحكومة في تقديم المعونات للمحتاجين وتؤثر إيجاباً على دبلوماسية الدولة". 

وقال عبدو دينغ، ممثل ومدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في إثيوبيا: "يسرنا عقد شراكة مع دبي العطاء ونتوجه بالشكر لهم على التبرعات السخية التي من شأنها أن تسمح لنا بدعم اضافي لأكثر من 30،000 طفل في المدارس بالمناطق الفقيرة على مدى الثلاث سنوات القادمة".

وفي تعليق له، قال إيان غاردينر، المدير الأعلى للبرامج بمنظمة الشراكة من أجل نماء الطفل بكلية إمبيريال لندن: "من المؤكد أن برنامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية الذي تموله دبي العطاء يعد مثالاً واضحاً على كيفية استفادة مختلف الجهات المعنية من خبراتها بفاعلية من أجل إحداث أثر حقيقي على صحة وتعليم ورفاهية المجتمعات الزراعية في أثيوبيا".

وأضاف غاردينر: "تكمن قوة هذا البرنامج في أسلوبه الشامل لتحسين صحة وتغذية الأطفال في سن المدرسة من خلال برامج التغذية المدرسية التي تدعمها عملية تحسين خدمات المياه والمرافق الصحية والتخلص من الديدان المعوية. وكجزء من هذا البرنامج، سيقوم الباحثون بإجراء واحدة من أكبر الدراسات الإستقصائية لرصد حالة الصحة المدرسية في أثيوبيا. وباستخدام قاعدة الأدلة الجديدة هذه، سنتمكن من ضمان وصول هذه التدخلات بدقة إلى الجهات التي تحتاجها".

وبوصفها منظمة مكرسة لزيادة فرص حصول الأطفال على التعليم الأساسي السليم في البلدان النامية، سيما أولئك الذين يعيشون في فقر ويعانون من انعدام الأمن الغذائي، تنفذ دبي العطاء برامج الصحة والتغذية المدرسية المتكاملة لتشجيع الأطفال على الالتحاق والبقاء بالمدارس. ويندرج برنامج الصحة المدرسية بالمنتجات المحلية تحت نهج دبي العطاء المتمثل في إقامة شراكات تتضمن التعاون مع العديد من الجهات المنفذة في برنامج واحد ويتضمن التركيز على المزايا التي تتمتع بها كل منظمة ضمن سياق محدد. ويعمل هذا النهج على تحقيق أكبر أثر للاستثمارات الخيرية وتفادي الازدواجية وتسهيل تبادل أفضل الممارسات، مما يسفر عن نتائج أفضل وأثر أكبر للبرامج.

For better web experience, please use the website in portrait mode