• 18 أكتوبر 2015

هذا الشهر، وبمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر (17 أكتوبر) ويوم الأغذية العالمي (16 أكتوبر)، المناسبتان اللتان تهدفان إلى رفع مستوى الوعي حول الفقر والجوع حول العالم، تسلط دبي العطاء الضوء على دور التعليم في وضع حد للفقر والقضاء على معاناة الأطفال الذين يعيشون ظروف البؤس والحرمان في جميع أنحاء العالم.

وتكمن مهمة دبي العطاء للقضاء على الفقر من خلال التعليم في صميم مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي اطلقها مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي تركز على مكافحة الفقر والمرض، ونشر المعرفة والثقافة، والتمكين المجتمعي، ودعم الابتكار.

وتعليقا على التوجيه المستمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدبي العطاء، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "انطلاقاً من رؤية وتوجيهات مؤسس دبي العطاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يؤمن بقوة التعليم في القضاء على الفقر، وتماشياً مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي أطلقها سموه مؤخراً، والتي تحدد أهدافاً واضحة على كافة الأصعدة التنموية، تواصل دبي العطاء الاستثمار في برامج التعليم المبتكرة لمعالجة القضايا العالمية المهمة مثل الفقر والجوع".

ويحتفل العالم باليوم الدولي للقضاء على الفقر هذا العام تحت شعار "بناء مستقبل مستدام: العمل معاً للقضاء على الفقر والتمييز". ويعد الفقر، الذي يعرّف بعيش أي فرد على دخل يقل عن 4.6 درهم (1.25 دولار أمريكي) يومياً، واقع مأساوي يعيشه عدد كبير جداً من الرجال والنساء والأطفال في جميع أنحاء العالم، ما يترتب عليهم حياة يومية مليئة بالتحديات والجوع والحرمان والمرض وتقويض لمبادئ حقوق الإنسان. وعلى الرغم من إحراز تقدم كبير في السنوات الـ 15 الماضية، لا يزال أكثر من مليار شخص يعيشون في حالة فقر. ووفقاً لمنظمة اليونسكو، إذا تعلّم جميع الطلاب في البلدان منخفضة الدخل مهارات القراءة الأساسية، يمكن انتشال 171 مليون شخص من الفقر، إذ يساوي ذلك انخفاض بنسبة 12% في معدل الفقر العالمي. وعلاوة على ذلك، فإن سنة إضافية واحدة في الدراسة تزيد دخل الفرد بنسبة تصل إلى 10٪.

وقد تم اختيار شعار "الحماية الاجتماعية والزراعة: كسر حلقة الفقر في المناطق الريفية" ليوم الأغذية العالمي هذا العام، حيث سيتم التركيز على أهمية تأمين الغذاء أو وسائل شراء الطعام. ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، يعيش واحد من بين تسعة أشخاص حول العالم في حالة جوع مزمن، ويقع العبء الأكبر من الجوع وسوء التغذية على الفئات الأكثر ضعفاً. وعلاوة على ذلك، يموت في كل عام ما يقارب 5 مليون طفل تحت سن الـ 5 سنوات لأسباب تتعلق بسوء التغذية. فإن الاستثمار الأكثر فعالية لتحقيق الفوائد الصحية على المدى الطويل يتمثل بتعليم الفتيات والنساء. إن تعليم الفتيات غالباً ما يكون العامل الأكثر قوة والذي ينعكس أثره على النتائج الصحية مثل وفيات الرضع والأمهات.

وتابع القرق قائلاً: "إن قوة التعليم تؤثر في كل جزء من تنمية الفرد، إذ يعتبر التعليم محرّك للتقدم الاقتصادي وكذلك أداة توجيه في عملية صنع القرارات المدروسة. إن الأطفال والشباب المتعلمين لديهم خبرة أفضل تخولهم انتشال أنفسهم من الفقر وتجنّب السلبيات التي يمكن أن تعيدهم إليه. وبالمثل، فإن أولياء الأمور المتعلمين هم أكثر دراية بجوانب التغذية والتنمية السليمة للطفل."

وتلعب دبي العطاء دوراً ريادياً في إيجاد حلول مبتكرة لضمان ازدهار الأطفال ليقوموا بدورهم في إحداث تغيير طويل الأمد في مجتمعاتهم. وعلى مدى السنوات الـ 8 الماضية، وصلت برامج دبي العطاء إلى 14 مليون مستفيد في 41 بلد نام، مما يساعد على مكافحة الفقر وسوء التغذية من خلال التعليم. كما أطلقت المؤسسة برامج تغذية مدرسية في بلدان مثل بنغلادش وإثيوبيا وغانا وفلسطين.

في بنغلادش، قدمت دبي العطاء تغذية تكميلية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 سنة من خلال المدارس الحكومية ومدارس المنظمات غير الحكومية لضمان وصول أغذية مدعًمة للأطفال الضعفاء في البلد. وفي أثيوبيا، أطلقت دبي العطاء نموذج صحة وتغذية مدرسية تجريبي مستدام ومعاصر وفعال من حيث التكلفة ومملوك من قبل الحكومة المحلية، يهدف إلى توفير وجبات مدرسية من مصادر محلية لتغذية الأطفال الضعفاء من خلال دمج الهياكل الحكومية والتعاونية القائمة ورِزَم المعلومات حول الصحة والتغذية المدرسية، بالإضافة الى برامج بناء القدرات، بما في ذلك التخلص من الديدان المعوية وبرامج المياه والمرافق الصحية والنظافة المدرسية. كما قدمت دبي العطاء مساعدة غذائية للاجئين الصوماليين في أثيوبيا، كجزء من حملة "وجبة من أجل الصومال". وفي غانا، قدمت دبي العطاء الدعم لبرنامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية الذي أطلقته الحكومة، والذي يهدف إلى دعم استراتيجيات الحكومة المحلية للحد من الفقر، مع التركيز بشكل خاص على التعليم والأمن الغذائي والتنمية الريفية. وفي فلسطين، عملت دبي العطاء في مجال الحفاظ على معدلات التحاق الفتيات والفتيان بالمدارس في غزة توازياً مع مستويات ما قبل الأزمة من خلال تغطية التغذية المدرسية.

واختتم القرق بالقول: "كل شخص لديه حق أساسي بصون كرامته، والحصول على التعليم والرفاه الاقتصادي. ويتمثل واجبنا، ليس فقط كمؤسسة بل كمواطنين عالميين، بإظهار اهتمامنا ومساهمتنا في القضاء على الفقر المدقع والجوع وبناء مستقبل مستدام من خلال التعليم."

For better web experience, please use the website in portrait mode