• 13 يناير 2016

قام وفد من دبي العطاء مؤخراً بزيارة رصد وتقييم إلى أثيوبيا من أجل الاطلاع على التقدم المحرز في برنامج المؤسسة التجريبي المتكامل للتغذية المدرسية بالمنتجات المحلية الذي يستمر لمدة ثلاث سنوات. ويتم تنفيذ البرنامج في 30 مدرسة لتلبية الاحتياجات الصحية والغذائية لـ 30,700 طفل في مرحلة التعليم الأساسي بمنطقة الأمم الجنوبية في أثيوبيا.

ويقوم البرنامج، الذي تموله دبي العطاء في أثيوبيا باستثمار يبلغ 15 مليون درهم4.1) مليون دولار)، على نموذج معاصر للصحة والتغذية المدرسية يتميز بكونه مستدام وفعال من حيث التكلفة ومملوك للبلد نفسه، ويهدف إلى تحسين معدلات الالتحاق بالتعليم الأساسي وخفض نسب الغياب وتحسين القدرات الإدراكية لدى الأطفال. وأُطلق البرنامج في عام 2012 تماشياً مع "مبادرة التعليم أولاً العالمية" الخمسية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة. والتي تعطي الأولوية لأثيوبيا كبلد رئيسي مستهدف، وينسجم البرنامج مع التزام دبي العطاء بأهداف التنمية المستدامة (SDGs) التابعة للأمم المتحدة على مدى السنوات الـ 15 المقبلة.

وفي حديثها من الميدان، قالت مدى السويدي، ضابط برامج دولية أول في دبي العطاء: "لقد ساهمت المجتمعات المحلية بشكل كبير في نجاح هذا البرنامج. وخلال الزيارة الميدانية، لقد سررت برؤية مطابخ مدرسية تم بناؤها من قبل أفراد المجتمع لتجهيز عملية التغذية، إلى جانب بناء منطقة مخصصة للطعام في المدراس لتوفير مكان يتناول فيه الأطفال طعامهم. كما تشارك الأمهات بشغف في التغذية المدرسية حيث يبذلن الكثير من الجهد في إدارة سلسة وناجحة لعملية التغذية. وعلاوةً على ذلك، يشارك الأطفال في هذه العملية من خلال إحضار الحطب وأحياناً الماء لكي يطهى الطعام بشكل جيد. وعموماً، قد أثبت هذا البرنامج أهميته بالنسبة لأطفال المدارس وكذلك المجتمع".

ويشمل هذا البرنامج، الذي يجري تنفيذه بالشراكة مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) ومنظمة الشراكة من أجل نماء الطفل (PCD)ومنظمة SNV هولندا، بالتعاون مع الحكومة الأثيوبية، توفير وجبات مدرسية يتم تحضيرها باستخدام منتجات محلية، وتشجيع الأطفال الذين يعانون من الفقر وانعدام الأمن الغذائي على الالتحاق بالمدارس. وفي الوقت نفسه يدعم البرنامج تطوير ونمو الاقتصاد المحلي، كما يوفر فرصة قيمة للمزارعين والمنتجين للاستفادة من الطلب المنتظم والمتوقع على منتجاتهم. وإضافة إلى توفير وجبات غذائية لطلاب المدارس، يشمل البرنامج خدمات المياه والمرافق الصحية والنظافة المدرسية بالإضافة الى أنشطة التخلص من الديدان المعوية في المدارس لمعالجة الإصابة بالأمراض الطفيلية.

وخلال الرحلة، قام وفد دبي العطاء بزيارة المدارس بهدف الاطلاع على التحسينات التي أجريت لتوفير التغذية للطلاب، حيث التقوا ممثلي المجتمع المحلي والمسؤولين الحكوميين لحشد المزيد من الدعم والتوعية لصالح البرنامج. ومنذ بدء البرنامج، قامت دائرة التربية والتعليم بمنطقة الأمم الجنوبية في أثيوبيا بشراء وتسليم ما يقارب الـ 900 طن متري من الحبوب الأساسية بما في ذلك الذرة والفاصوليا وكذلك الزيت النباتي والملح، مما يتيح تغذية أكثر من 30,000 طالب يومياً. ونتيجة لذلك، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 9,000 من أصحاب الأعمال الصغيرة استفادوا من الأعمال الناتجة عن هذا البرنامج.

واختتمت مدى حديثها حول أهمية مثل هذه البرامج، قائلةً: "يعد سوء التغذية أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال في إثيوبيا. ويسعى برنامج دبي العطاء للتغذية المدرسية بالمنتجات المحلية في أثيوبيا إلى إيجاد حلول مجتمعية مستدامة توفر لأجيال المستقبل من أطفال المدارس وجبات الطعام الغذائية التي لا تقوم بتحسين صحتهم ونموهم وقدرتهم على التعلم فحسب، بل تقوم أيضاً بدعم المزارعين المحليين. ويكتمل البرنامج بجهودنا المتثلة بتقديم المياه الصالحة للشرب، والمرافق الصحية المحسّنة وأنشطة التخلص من الديدان المعوية في المدارس، وهذا للتغلب على القضايا الصحية المترابطة التي تؤثر بشكل كبير على الأطفال الأكثر فقراً في العالم وقدرتهم على تحصيل تعليم سليم."

ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن 66 مليون طفل في مرحلة التعليم الأساسي في البلدان النامية يرتادون المدارس جياع، ومن بينهم 23 مليون طفل في أفريقيا وحدها. وعلاوة على ذلك، إن 83٪ من وفيات الأطفال دون سن الخامسة ناجمة عن العدوى أو بسبب الظروف المرتبطة بحديثي الولادة أو سوء التغذية.

For better web experience, please use the website in portrait mode