• 16 مارس 2016

قامت دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مؤخراً بزيارة الى سريلانكا برئاسة طارق القرق، الرئيس التنفيذي للمؤسسة لاختتام برنامجها لمحو الأميّة الذي امتد على فترة ثلاث سنوات بهدف دعم أكثر من 40 مدرسة في المناطق النامية حول البلد. وقدّم البرنامج البالغ قيمته 3.4 مليون درهم (930,000 دولار أمريكي) بالشراكة مع صندوق الأطفال الدولي "منظمة إنقاذ الطفولة" بدعم مباشر لتعليم وتطوير أكثر من 8,587 طفل و10,000 مستفيد بشكل غير مباشر و370 معلم ومعلمة حصلوا على تدريب متخصص في تطوير مهارات القراءة والكتابة.

وتم تنفيذ البرنامج، الذي تم إطلاقه في 1 يناير 2013، في المدارس المتواجدة في المقاطعات الأقل نمواً في الإقليم الشمالي من سريلانكا. ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، يعيش 23٪ من سكان سريلانكا في حالة من الفقر، في الوقت الذي تواصل فيه البلد إعادة بناء نفسها بعد صراع استمر لمدة 26 سنة أعاق بشكل كبير فرص البلد لتحقيق التطوير والنمو. وعلى الرغم من الصعوبات المرتبطة بإرث الحرب الأهلية، أظهرت سريلانكا التزاماً قوياً بتحسين معايير التعليم، إذ تعد البلد الأفضل أداءً في جنوب آسيا بحسب مؤشرات مدارس التعليم الأساسي، وتسير على الطريق الصحيح نحو تعميم التعليم الأساسي، مع معدل التحاق نسبته 98.35٪.

وقد سعى برنامج دبي العطاء لمحو الأمية إلى تسخير حماسة البلد في الإقبال على التعلّم من خلال خلق بيئة داعمة وشاملة للأطفال لتحسين مهاراتهم في القراءة والكتابة. وتعليقاً على نجاح برنامج محو الأمية، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "لقد وفّر الشعب في سريلانكا الدعم بكل إخلاص للعمل الذي تقوم به دبي العطاء ومنظمة إنقاذ الطفولة من خلال وضع محو أمية الطفولة على رأس جدول أعمال البلد. وقد أبدى المعلمون والطلاب وأولياء الأمور والمسؤولون الحكوميون تبنيهم التام لأهمية التعليم في النمو والتنمية في البلد، حيث ظهر ذلك من خلال العمل بشكل جادّ منذ بدء البرنامج في عام 2013؛ وذلك لضمان حصول الأطفال السريلانكيين في جميع أنحاء البلد على أفضل بداية لحياتهم. ونتيجة لبرنامج محو الأمية، سيتمكن أكثر من 8,000 طفل في بعض من أكثر المناطق النامية في سريلانكا من الوصول إلى التعليم السليم ومدرسين متخصصين. كما أن إطار عمل محو الأمية المستدام الذي تم إنشاؤه سوف يحسن كثيراً من آفاق التطور الوظيفي للأجيال القادمة من الأطفال في سريلانكا."

وصُمم برنامج دبي العطاء لتحقيق ثلاث أهداف تبدأ بتزويد المعلمين بالمعرفة لتطوير بيئة مشجعة ومحفزة للأطفال من أجل تحسين مهاراتهم في القراءة. وقد تحقق ذلك من خلال وضع خطط تدريبية شاملة للمعلمين، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتحفيز وتشجيع الطلاب، خصوصاً الأطفال الذين واجهوا صعوبات سابقاً في تعلم القراءة والكتابة.

وتمثّل الهدف الثاني من البرنامج في دمج مهارات القراءة والكتابة في أولى مراحل مسيرة التعلّم. ونتيجة لذلك، تم تشجيع المبتدئين في القراءة ودعمهم بشكل فعّال لقراءة الكتب من قبل المدارس وأولياء الأمور والمجتمع ككل. ويُعزى هذا النجاح الكبير إلى المساعدة التي قدمتها دبي العطاء في دعم إنشاء أكثر من 100 مكتبة، ونشر الكتب بثلاث لغات محلية، والتي تم طباعة وتوزيع 98,000 نسخة منها خلال فترة عمل المؤسسة في سريلانكا. وبالتالي، ساهم ذلك في توفير مواد القراءة الضرورية للأطفال في سن مبكرة.

وأتى الهدف النهائي من البرنامج لغرض تقييم مسار التقدم للقرّاء المبتدئين للتمكن من توزيع أفضل الممارسات ونتائج المشاريع على أصحاب المصلحة وصنّاع السياسات. وكان لهذا أهمية كبيرة في وضع إطار عمل مستدام لمحو الأمية مع إمكانية التوسع به على المستوى الوطني.

وقال سعيد الاسماعيلي، مسؤول برامج أول في دبي العطاء وأحد أعضاء الوفد إلى سريلانكا: "يسعدني الاطلاع على الاختتام الناجح لبرنامج حقق أهدافه المرجوة منذ البداية. وكأحد أعضاء فريق البرامج في دبي العطاء، لقد قمت بزيارات روتينية الى سريلانكا منذ إطلاق البرنامج قبل ثلاث سنوات لرصد النتائج والعمليات والتجارب التي نتعلم منها ونعتمد عليها لاتخاذ قرارات واعية. وتعد هذه الرحلة مختلفة تماماً لأنها تتوج اختتام برنامج ناجح، الأمر الذي يلهمنا لمواصلة الابتكار وتنفيذ برامج تحدث أثر إيجابي في حياة الأطفال ومجتمعاتهم وبلادهم".

For better web experience, please use the website in portrait mode