• 11 يوليو 2016

شاركت دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في القمة العالمية للعمل الإنساني في إسطنبول، تركيا، وهي أول دعوة عالمية من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لاتخاذ الإجراءات ومعالجة المستويات غير المسبوقة من المعاناة الإنسانية لأكثر من 125 مليون من النساء والرجال والأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. واشتملت القمة، التي عقدت يومي 23 و24 مايو، على فعالية خاصة لإطلاق "التعليم لا يمكن أن ينتظر" - صندوق للتعليم في حالات الطوارئ، وهي منصة عالمية للتعليم في حالات الطوارئ تساهم فيها دبي العطاء فنياً ومادياً بدعم قدره 9.18 مليون درهم إماراتي (2.5 مليون دولار أمريكي) على مدى السنتين القادمتين للبدء بمرحلة تشكيل أمانة الصندوق. وتأتي مشاركة دبي العطاء في هذه المنصة انطلاقاً من التزام المؤسسة باتخاذ دور ريادي في مجال التعليم في حالات الطوارئ، وذلك خلال حدث استضافته دبي العطاء في سبتمبر 2015 على هامش أسبوع انعقاد الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.  

وتعد دبي العطاء جزءاً من مجموعة استراتيجية فنية تم إنشائها من قبل المؤيدين السياسيين؛ سعادة جوردون براون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم العالمي، السيد توني ليك، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والسيدة جوليا جيلارد، رئيسة مجلس إدارة الشراكة العالمية من أجل التعليم، وذلك في قمة أوسلو للتعليم من أجل التنمية التي عقدت في يوليو 2015. وشاركت دبي العطاء في المجموعة الاستراتيجية الفنية بهدف إيجاد حلول جريئة لتحديات التعليم في حالات الطوارئ. وكان الحل الذي تم تحديده لجميع التحديات يتمثل بقرار إطلاق منصة تمويل محددة تركز على التعليم في حالات الطوارئ، والتي نتج عنها اليوم إنشاء "التعليم لا يمكن أن ينتظر".

وخلال مؤتمر القمة، كشفت دبي العطاء عن التزامها بزيادة نسبة برامجها التي تصل إلى اللاجئين والنازحين داخليا من الأطفال والشباب، وكذلك الأطفال والشباب في المجتمعات المضيفة لتصل إلى 33٪ من محفظتها المالية على مدى العامين المقبلين. كما أعلنت دبي العطاء أيضا عن التزامها بمواصلة توسيع قاعدة الأدلة بما يرتبط بالتعليم في حالات الطوارئ والأزمات التي طال أمدها؛ وذلك من خلال إنفاق 10٪ من مجموع ما تخصصه المؤسسة لتمويل التعليم في حالات الطوارئ على البحوث والتقييم، وتوزيع النتائج على شركائها في القطاع عند ظهورها.

في عام 2015، عطّلت حالات الطوارئ الإنسانية عملية التعليم لأكثر من 80 مليون شاب وشابة. بالنسبة لكثير من اللاجئين، إن فرص توفير التعليم يمكن أن تكون محدودة للغاية؛ 12٪ فقط من الأطفال في حالات الطوارئ ممن يحتاجون التعليم، يحصلون عليه. إن نقص التمويل هو أيضاً جزء كبير من المشكلة. ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة إنقاذ الطفولة، فإن أقل من 2٪ من مجموع التمويل الإنساني يذهب إلى التعليم.

ويهدف "التعليم لا يمكن أن ينتظر" - صندوق للتعليم في حالات الطوارئ، إلى معالجة هذه المشكلة، إذ شهد الإعلان عن هذه المنصة حشد من الوفود الحكومية والمنظمات الإنسانية والمتضررين من الأزمة كجزء من أنشطة القمة الموسّعة. إن "التعليم لا يمكن أن ينتظر" هو نداء لمدة خمس سنوات قيمته 14.4 مليار درهم (3.85 مليار دولار أمريكي) يهدف إلى دفع عجلة الاستثمار في تعليم الأطفال والشباب المتضررين من حالات الطوارئ الإنسانية والأزمات المطوّلة، إذ يهدف لمساعدة أكثر من 13.6 مليون طفل. بالإضافة إلى ذلك وكجزء من أنشطة القمة، قد تم اختيار دبي العطاء كعضو في الفريق التوجيهي رفيع المستوى الذي تم تشكيله حديثاً لصندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر"، إذ ستشرف المجموعة على المنصة من خلال الموافقة على الخطة الاستراتيجية، وتوفير الحوكمة، وضمان الرقابة المالية والموافقة على الميزانية.

وفي حديثه حول منصة التمويل من إسطنبول، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "نحن نرى بأن التعليم يشكل أولوية عند دعم البلدان التي تضررت من الكوارث الطبيعية، الأوبئة أو النزاعات. وهناك حاجة إلى تمويل قبل اتخاذ أي إجراء. ومن شأن "التعليم لا يمكن أن ينتظر" أن يساعد المجتمع الإنساني المعني بالتعليم في تغطية نقص كبير في التمويل وتوفير للأطفال حول العالم المساعدة التي يحتاجونها بشدة." 

وفي معرض إشادته بقيادة دبي العطاء للتعليم في حالات الطوارئ، قال جوردون براون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة للتعليم العالمي: "قامت دبي العطاء بأعمال مبتكرة مدهشة، وهي أول مؤسسة إنسانية تعلن عن  مساهمتها بتبرع لصندوق التعليم ‘لا يمكن أن ينتظر’."

وقد تم تطوير القمة وأنشطتها حول عدد من الأهداف الأساسية، إذ سعى المنظمون بإعادة إلهام الالتزام الإنساني والمبادئ الإنسانية، وكذلك وضع جدول أعمال لاتخاذ الإجراءات من أجل تمكين البلدان من الاستعداد بشكل أفضل والاستجابة للأزمات. وسعى المنظمون أيضاً إلى تبادل الابتكارات وأفضل الممارسات التي يمكن أن تنقذ الأرواح وتمنع المعاناة.

وإلى جانب إطلاق "التعليم لا يمكن أن ينتظر"، شارك طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء في عدة جلسات نقاشية لتبادل خبرات المؤسسة وتجربتها في مجموعة متنوعة من المواضيع. كما شارك القرق في جلسة رئيسية بعنوان "توفير التعليم السليم في حالات الطوارئ: ما الذي يجب القيام به" التي نظمتها الأونروا والشبكة الدولية للتعليم في حالات الطوارئ، حيث تقاسم مع المشاركين أمثلة عملية عن كيفية مساعي دبي العطاء لتلبية الدعوة من أجل التعليم في جميع الجوانب الإنسانية، وكذلك كيفية استفادة المؤسسة من الشراكات للمساعدة بتوفير جودة عالية من الأعمال الإنسانية الخاصة بالتعليم على أرض الواقع، والمساهمة في قاعدة الأدلة العالمية حول العمل الفعّال في التعليم في حالات الطوارئ.

وحضرت دبي العطاء أيضاً إجتماع بعنوان "تكثيف الجهود في الأزمات: التمويل، التحقيق والابتكار في مجال التعليم" استضافه تحالف الأعمال العالمي للتعليم، التي تعد مبادرة من جانب سعادة جوردون براون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم العالمي والسيدة ساره براون. وقام هذا الحدث، الذي حضره الأمين العام الأمم المتحدة بان كي مون، بتسليط الضوء على الدور الهام الذي يلعبه القطاع الخاص في بناء شراكات فعّالة، وتطوير حلول مبتكرة وتعبئة المزيد من الموارد والتمويل لمصلحة التعليم في حالات الطوارئ.

For better web experience, please use the website in portrait mode