• 11 أكتوبر 2016

أطلقت دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، رسمياً برنامج إشراك المجتمعات والمدارس في دعم تعليم الفتيات المراهقات في مالاوي(ECSSAGEM) ؛ وذلك خلال مؤتمر صحفي أقيم اليوم في مدينة بلانتاير في مالاوي بالتزامن مع اليوم الدولي للطفلة. وسيتم استثمار مبلغ يقدر ب 1,836,750 درهم إماراتي ( 500,000 دولار أمريكي) ليستفيد منه 11000  طالب وطالبة في مقاطعة ثيولو.البرنامج الذي ينفذه مركز الإبداع للتعبئة الإجتماعية (CRECCOM)، مؤسسة غير حكومية في مالاوي، تسعى من خلاله دبي العطاء تسهيل الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، وحشد جهود المجتمعات المحلية لدعم تعليم الفتيات وتحسين تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس.

وعلى الرغم من التطورات العديدة التي شهدتها ملاوي مؤخرا، بما فيها زيادة أعداد الأطفال الذين حصلوا على التعليم الأساسي المجاني، لا تزال هناك تحديات في مجال التعليم ما بعد المرحلة الأساسية. كما يعاني البلد من نقص في المعلمين المؤهلين، والفصول الدراسية والمواد التعليمية، فضلاً عن مشكلة خطيرة تتمثل بعدم المساواة بين الجنسين، حيث أن أعداد الفتيات اللواتي يستكملن تعليمهن الثانوي أقل بكثير مقارنة بالأولاد. ووفقاً لبيانات منظمة اليونسكو، فإن 57٪ فقط من الفتيات في مالاوي يستكملن تعليمهن الابتدائي.

وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "إن إطلاق هذا البرنامج اليوم في مالاوي يمثل مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لنا في دبي العطاء لا سيما أنه يتزامن مع فعاليات اليوم الدولي للطفلة. إننا في دبي العطاء مدركون لأهمية معالجة مشكلة عدم المساواة بين الجنسين في التعليم، خصوصاً إذا ما أردنا وضع نهاية للفقر الذي يشكل عائقاً أمام التطلعات والطموحات المستقبلية للشباب والمجتمعات التي يعيشون فيها. نأمل من خلال هذا البرنامج أن نساعد حكومة مالاوي الاستفادة من الإنجازات التي حققتها من أجل تحسين الحياة والتعليم للأولاد والبنات في هذا البلد. ولتحقيق هذا الهدف، سنعمل بالشراكة مع ‘كريكوم’، وهي مؤسسة محلية تمتلك خبرة كبيرة وفهماً واسعا للوضع في مالاوي، بحيث ستأخذ على عاتقها مهمة تصميم وتنفيذ حلول فعّالة من حيث التكلفة والاستدامة، بهدف تحسين فرص الفتيات في الحصول على التعليم السليم."

ومنذ أوائل عام 1990، أظهرت حكومة مالاوي التزاماً قوياً لتحسين فرص حصول الأطفال على التعليم. وبدعم من الممولين الرئيسيين، تبنت السلطات سياسات طويلة الأجل مصممة لمساعدة المراهقات في تعليمهن. وفي عام 1994، قررت الحكومة توفير التعليم الأساسي مجاناً مع إلغاء شرط الزي المدرسي الذي قد يتسبب بضائقة مالية للأسر. ونتيجة لهذه الإجراءات، وغيرها مثل إقرار قانون المساواة بين الجنسين في عام 2013، والذي يجَرم بعض الممارسات التقليدية الضارة، طرأ تحسن على التعليم للفتيات المراهقات، مع الإشارة إلى أن الكثير من العمل لا يزال يتعين القيام به.

وأضاف القرق بالقول: "ينبغي توفير فرصاً متساوية للأطفال، بما في ذلك الحق في الحصول على التعليم السليم في بيئة تعليمية آمنة. من خلال هذا البرنامج، نحن حريصون على تأمين منصة للفتيات تمكنهن من تجاوز حواجز المعايير بين الجنسين وتحقيق المهنية والتكافؤ بالنجاح الشخصي مع نظرائهن من الذكور. ونحن نهدف خلال مدة البرنامج التي تستمر سنتين، إلى تحسين حياة وتعليم آلاف الطلاب، وستساعدنا نتائج البرنامج على تزويد صانعي السياسات بالمعلومات التي لن يقتصر أثرها على مالاوي فقط، بل ستعم فائدتها القارة الأفريقية بأكملها."

يندرج برنامج إشراك المجتمعات والمدارس في دعم تعليم الفتيات المراهقات في مالاوي في اطار مبادرة "الشراكة لتعزيز الابتكار والممارسة في التعليم الثانوي" (PSIPSE) التي تعد دبي العطاء جزءاً منها. وتهدف هذه المبادرة إلى تحديد مواطن الابتكار وتعزيزها في التعليم الثانوي، والمساهمة في الإصلاحات المعتمدة على السياسات، وتحديد فرص التعليم ونشرها بين الجهات الأساسية.

من جانبها، قالت ندى الحجري، ظابط برامج دولية في دبي العطاء: "إن الميزة الفريدة التي يحملها برنامج إشراك المجتمعات والمدارس في دعم تعليم الفتيات المراهقات في مالاوي تكمن في نهج تعليم الفتيات بطريقة شمولية. ولا يقتصر الأثر الإيجابي لهذا البرنامج على دعم الفتيات فقط، بل يمتد أثره ليشمل عائلاتهن والمجتمعات والمدارس والمدرسين، بما يضمن تهيئة بيئة مواتية للفتيات. أضف إلى ذلك، بأن تصميم هذا البرنامج يحسّن من فرص التحاق الفتيات بالمدرسة، والاستمرار في المسيرة التعليمية. من خلال هذا البرنامج نحن لا نعمل مع شريكنا التنفيدي المحلي كريكوم فحسب، وإنما نعمل مع شركاء دوليين وهم منظمة "ميسك ويت اند أسوشييتس انك" وجامعة ويسكونسن ماديسون اللتين انضمتا الى هدا البرنامج كشركاء في المجال البحثي للمساعدة في الحصول على معلومات ذات الصلة."

وكان الوفد الذي ترأسه طارق القرق قد معالي الوزير الدكتور امانويل فابيانو ووزير التعليم و العلوم و التكنولوجيا، فضلا عن كبار المسؤولين والشخصيات.

تجدر الإشارة إلى أن برنامج إشراك المجتمعات والمدارس في دعم تعليم الفتيات المراهقات في مالاوي يستهدف 100 مدرسة ابتدائية و12 مدرسة ثانوية بنظام الفترة الصباحية والوصول إلى حوالي 1,200 قرية. وهذا يمثل 60% من المدارس والمجتمعات المستهدفة في مقاطعة ثيولو. وتقع مقاطعة ثيولو النائية في المنطقة الجنوبية من مالاوي ويصل إجمالي عدد سكانها إلى 633,019 نسمة، 83% منهم يعيشون في حالة فقر. ومثل الكثير من المقاطعات في مالاوي، ثيولو هي مقاطعة زراعية لا تزال تعتمد على الممارسات الزراعية الضعيفة، وهذا بدوره يقلل عدد الأطفال الذين يستكملون تعليمهم الثانوي. 

For better web experience, please use the website in portrait mode