• 1 أبريل 2019

زار وفد من دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مؤخراً سريلانكا لإطلاق برنامج جديد بالشراكة مع مؤسسة "إنقاذ الطفل". ويهدف البرنامج إلى تعزيز مستويات القراءة والكتابة لدى الأطفال في الإقليمين الشمالي والجنوبي من سريلانكا، حيث توجد حاجة ماسة لتحسين جودة التعليم.

برنامج جديد لسد الفجوات في التعليم في الإقليمين الشمالي والجنوبي

بعد نجاح البرنامج الأول، جددت دبي العطاء شراكتها مع مؤسسة "إنقاذ الطفل" في سريلانكا، عبر إطلاق برنامج جديد لتعزيز مهارات القراءة والكتابة بعنوان "تعزيز مهارات القراءة والكتابة للأطفال في سريلانكا". ويهدف البرنامج الذي تبلغ قيمته 3,673,500 درهم إماراتي (1 مليون دولار أمريكي) إلى تعزيز مهارات القراءة والكتابة لأكثر من 30,000 طفل في مقاطعتين في الإقليم الشمالي من سريلانكا وهما كيلينوتشي ومولاثيفو، بالإضافة إلى مقاطعتين في الإقليم الجنوبي وهما جول وماتارا. كما يُتوقع أن يستفيد 7,500 طفل و1,000 معلم و13,900 من أولياء الأمور بشكل غير مباشر عبر برامج خاصة بتدريب المعلمين والأنشطة المجتمعية. ويتمحور البرنامج حول الركائز الثلاث الرئيسية لتعزيز مهارات القراءة والكتابة وهي: تقييم مستويات مهارات القراءة والكتابة الحالية للأطفال؛ بناء قدرات المعلمين والهيئة الإدارية المدرسية والحكومة في دعم مهارات القراءة والكتابة عند الأطفال؛ العمل مع المجتمع المحلي لتشجيع القراءة وزيادة الوعي حولها وتطوير المهارات اللغوية بشكل فعال.

كم يعمل هذا البرنامج على إنشاء مناهج ومعايير وكتب مدرسية واقعية وقائمة على الكفاءة، تعكس المكونات الشاملة للقراءة والكتابة، وتضمن قدرة المعلمين على استخدامها بفعالية. كما يقوم البرنامج بتدريب المعلمين قبل وأثناء الخدمة على تصميم الدروس وضمان أن يكون تدريب المعلمين أثناء الخدمة دورياً وعملياً ومحلياً ويتضمن فرصاً للتوجيه ودعم الأقران. كما يدعم البرنامج الاستثمار في البحوث لتطوير سبل بسيطة لتقديم مهارات القراءة للمعلمين على نطاق واسع، بالإضافة إلى ترسيخ خبرات القراءة في النظام التعليمي لضمان تزويد المعلمين بالمهارات اللازمة لتعليم القراءة.

وفي تعليق له خلال الزيارة الميدانية عن أهمية البرنامج، قال عبدالله أحمد الشحي، رئيس العمليات في دبي العطاء: "إن عائدات الاستثمار في التعليم لا تقدر بثمن. إنه أفضل الاستثمارات طويلة الأمد، ولجميع الأطفال حق غير قابل للمساومة في الحصول على التعليم السليم منذ مرحلة الطفولة المبكرة. لقد حفزنا النجاح الذي حققه برنامجنا الأول في سريلانكا، والذي أظهر الأثر الكبير للإرتقاء بمهارات القراءة والكتابة ضمن النظام التعليمي في البلاد. وبناءً على النجاح الذي حققه البرنامج الأول، يساهم برنامجنا الجديد في سد الفجوات في مجال التعليم، وذلك عبر توسيع نطاق عملنا إلى مزيد من المقاطعات في مختلف أنحاء البلاد، إضافة إلى توفير الدعم لوزارة التربية والتعليم للإرتقاء بمهارات القراءة والكتابة بشكل تدريجي في كل مدارس التعليم الأساسي في سريلانكا".

وأضافت دانا جواد عمرو، ضابط برامج في دبي العطاء: "يسعدنا أن نتابع ونوسع جهودنا لدعم مهارات القراءة والكتابة في سريلانكا. من تقييم الطلاب إلى بناء قدرات المعلمين والإداريين، فإننا فخورون بدعم إنشاء مناهج قائمة على المهارات قادرة على ترسيخ مكونات تعليم القراءة والكتابة واستخدامها من قبل المعلمين بفاعلية في المنهج التعليمي. إن عملنا المشترك مع مؤسسة 'إنقاذ الطفل' أثمر عن أثر إيجابي كبير بالنسبة لتعلم الأطفال، ومن خلال برامجنا نسعى إلى تعزيز أواصر التعاون مع حكومة سريلانكا".

وفد دبي العطاء يحضر اجتماعات رفيعة المستوى ويقوم بزيارات لمواقع البرنامج

وضمن جدول أعماله، التقى وفد دبي العطاء سعادة أحمد علي المعلا، سفير دولة الإمارات لدى سريلانكا الذي أشاد بالدور الحيوي الذي تلعبه دبي العطاء لدعم التعليم في سريلانكا، كما سلط سعادته الضوء على مبادرات الإغاثة والصحة والتعليم التي تنفذها السفارة في سريلانكا.

وقال المعلا: "أنا سعيد وممتن لدبي العطاء بأخذها زمام المبادرة في إطلاق برنامح هام تحتاج إليه سريلانكا، حيث يهدف إلى رفع مستوى التعليم والإرتقاء برفاهية عشرات الآلاف من الأطفال في المناطق النّامية من البلاد. وقامت دبي العطاء خلال السنوات الماضية بتنفيذ العديد من البرامج على غرار 'العودة إلى المدرسة'، و'تحدي المليون كتاب'، فضلاً عن برامج تعزيز مهارات القراءة والكتابة للأطفال وتدريب المعلمين وغيرها، والتي ساهمت جميعها بشكل كبير في مساعدة المحرومين في جميع أنحاء العالم. توفر المساهمات التي قدمتها دبي العطاء للأطفال والشباب في البلدان النامية إمكانية الحصول على التعليم السليم، بغض النظر عن جنسهم أو جنسيتهم أو عرقهم أو دينهم. وأود أن أرحب بالوفد من دولة الإمارات العربية المتحدة الذي زار سريلانكا وأتمنى لهم كل النجاح."

وضمن جدول أعماله، التقى وفد دبي العطاء مع معالي فيجاياكالا ماهسواران، وزيرة الدولة لشؤون التعليم والسيد تيسّا هيوافيثان، سكرتير وزارة التعليم في سريلانكا، واجتمع أيضاً بفريق عمل مؤسسة 'إنقاذ الطفل' المحلي والعالمي بما في ذلك هيلين أيانسون، مديرة المؤسسة في سريلانكا. ثم غادر الوفد إلى مقاطعة جول في الإقليم الجنوبي، واحدة من أربع مقاطعات يستهدفها البرنامج، حيث قام بثلاث زيارات متتالية إلى مواقع تنفيذ البرنامج ولعقد اجتماعات. واختتم الوفد بعد ذلك زيارته بحفل إطلاق البرنامج وذلك بحضور السيد تشانديما راسابوتارا، وزير التعليم الإقليمي، في الإقليم الجنوبي.

وقالت هيلين أيانسون، مديرة مؤسسة إنقاذ الطفل في سريلانكا: "يركز برنامجنا على التعليم السليم وملاءمته وإمكانية الوصول للأطفال المهمشين. وتعمل مؤسسة إنقاذ الطفل، من خلال شراكتها الوثيقة مع الحكومة والشبكات على الصعيدين الوطني والمحلي، على توفير الدعم الفني والتوجيه لوزارة التربية والتعليم من أجل تبني ونشر منهجية تعزيز مهارات القراءة والكتابة في جميع أنحاء البلاد. ويستند هذا النهج إلى تجربة رائدة وناجحة تم تنفيذها مع وزارة التربية والتعليم وبدعم من دبي العطاء، حيث اختبرت مؤسسة إنقاذ الطفل نموذج الإرتقاء بمهارات القراءة والكتابة، مما أدى إلى تحسين مهارات القراءة لـ3،000 طفل في الصفين الأول والثاني، بما في ذلك 550 من أولئك الذين يعانون من صعوبات تعليمية في 40 مدرسة في شمال سيريلانكا. ويساعد نموذج الإرتقاء بمهارات القراءة والكتابة الأطفال على تحسين مهارات القراءة الأساسية من خلال مزيج من الأنشطة المدرسية والمجتمعية والمنزلية. كما نقوم بتدريب المعلمين والعاملين في قطاع التعليم ليكتسبوا معرفة شاملة في مهارات القراءة الأساسية ويصبح لديهم القدرة على تعليم ومراقبة مهارات القراءة والكتابة بشكل فعال في فصولهم الدراسية."

ويعتبر هذا البرنامج الشراكة الثانية لدبي العطاء مع مؤسسة 'إنقاذ الطفل' في سريلانكا. ففي عام 2013، استهدف البرنامج الأول الذي استمر لـ3 سنوات 40 مدرسة في مقاطعتي كيلينوتشي ومولايثيفو في الإقليم الشمالي من سريلانكا وتضمن ثلاث مكونات: المدرسة، والمجتمع، والتعلم. وأكد التقييم النهائي النجاح الكبير للبرنامج وأظهر أن عملية الإرتقاء بمهارات القراءة والكتابة قابلة للتنفيذ وملائمة للنظام التعليمي في البلاد.

وتجدر الإشارة إلى أن سريلانكا عانت لأكثر من 25 عاماً من النزاع المسلح الذي انتهى في عام 2009. وشهدت البلاد رغم ذلك فترة مستدامة من النمو الاقتصادي، وجذب وضعها الاقتصادي وفرص الأعمال فيها اهتماماً كبيراً من القطاع الخاص عالمياً، سواء لناحية الاستثمار فيها أو للمساهمة في مشاريع المسؤولية الاجتماعية. لكن، ما زالت هناك الكثير من التحديات، رغم إطلاق الحكومة في 2017 لرؤية 2025 الخاصة بتعزيز الديمقراطية والمصالحة الوطنية، والتنمية الشاملة والعادلة، وضمان الحوكمة الجيدة. وما زالت جيوب الفقر الشديد منتشرة في مختلف أنحاء البلاد وما زالت بعض فئات المجتمع مهمشة بسبب عرقها أو ظروفها التاريخية أو عزلتها الجغرافية. وتظهر الدراسات الحديثة أن ملايين الفتيات والفتيان الذين يصلون إلى الصف الخامس ما زالوا عاجزين عن القراءة والكتابة.

For better web experience, please use the website in portrait mode