• 7 سبتمبر 2016
  • محرر: طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء

"في صلب النظام التعليمي، يملك المعلمين مفتاح مستقبل أفضل للجميع فهم قوة كامنة للسلام. وعن طريق توصيل القيم العالمية مثل حقوق الإنسان والعدالة والتنوع الثقافي، يساعد المعلمين على تحويل الأجيال الصاعدة إلى مواطنين عالميين من القرن الـ 21" اليونسكو.

في شهر ديسمبر 2011، كان لي شرف مرافقة زميلة لي إلى برنامج تموله دبي العطاء في بنغلاديش. وقد لفتت انتباهي مزايا التعليم غير الرسمي في المناطق الريفية في بنغلاديش بما في ذلك البيئة التعليمية النابضة بالحياة ونوعية التعليم.

كانت غرف الصف بسيطة مبنية بالطين إلا أنها زينت بالملصقات الملونة حيث كتبت أغاني الأطفال بالإنكليزية بالإضافة إلى الأبجدية البنغالية. في الصف الأول، زرنا 30 طالباً جميعهم يرتدون اللباس الموحد باللون البني ويجلسون في حلقة وأعينهم عطشى للمعرفة فيما يخبرهم المعلم عن القيمة الغذائية للفاكهة والخضار. وقد تجمع عدد من الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة على الشباك في محاولة لاستراق السمع إلى كلام المعلم إبن العشرين عاماً.

في عالم التعليم، غالباً ما تلفت أنظارنا العناصر المادية مثل غرف الصف وجدرانها والملصقات الملونة عليها والمقاعد والمواد التعليمية مثل الكتب والأقلام واللوح والطبشور. ولكن في الواقع، إن المعلّم هو أهم العناصر في المؤسسة التعليمية. ويعتبر المعلم البنغالي الشاب (وهو متطوع) خير مثال على الأثر الإيجابي الذي تتركه برامج تدريب المعلمين المناسبة، على عملية التعلّم في الصف.

ويعتبر تدريب المعلمين أساسياً في توفير التعليم الأساسي "السليم" للأطفال في البلدان النامية. تشهد البلدان مثل البنغلادش والهند ونيبال تركيزاً متزايداً على تحسين البنى التحتية التعليمية ولكن يجب أن يتصدر تدريب المعلمين أولويات هذه الدول. ففي عام 2005، أشار التقرير السنوي حول حال التعليم أن 52% من الأطفال بين عمر 7 و14 سنة في 200,000 عائلة ريفية في الهند لا يستطيعون قراءة مقطع بسيط من مستوى الصف الثاني والأهم أن 92% منهم كانوا ملتحقين بالمدارس.

وأشارت دراسة حديثة، تعتمد بيانات تمثيلية على الصعيد الوطني في المدارس الإبتدائية في الهند، إلى أن 25% من المعلمين يكونون غائبين في أي من الأيام المدرسية، علاوة على ذلك لا يشارك أكثر من نصفهم في أي نشاط تعليمي. ولا تعاني الهند وحدها من مشاكل في جودة التعليم، فإن العالم اليوم يقف عاجزاً على شفير أزمة تعليمية واسعة النطاق إذ تظهر الدراسات أن 250 مليون طفل من حول العالم يفتقر لمهارات القراءة والكتابة. وحدهم المعلمون الحائزون على التدريب المناسب يستطيعون تغيير هذا الواقع.

وتواجه مهنة التعليم اليوم مشاكل على المستويين الكمي والنوعي. وتشير التقديرات إلى أن تحقيق التعليم الأساسي الشامل للجميع مع حلول عام 2015، يتطلب 1.7 مليون معلم جديد ولكن حالياً، نعاني من نقص في المعلمين المدربين الذي حظوا على التدريب المناسب. وتبقى القضية الأكثر إلحاحاً هي توفير التعليم السليم.

For better web experience, please use the website in portrait mode