• 4 أبريل 2012

أعلنت دبي العطاء اليوم عن تقديم 3.67 مليون درهم إماراتي (ما يعادل مليون دولار أمريكي) لـ "صندوق ذي إند"، وهو أول صندوق في العالم تخصصه الجهات المانحة من القطاع الخاص للأمراض المدارية المهملة، لمكافحة سبعة من أكثر الأمراض المدارية المهملة انتشاراً في أنغولا. وتأتي مساهمة دبي العطاء، المؤسسة الإنسانية الإماراتية التي أسسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عام 2007 بهدف تحسين فرص حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم الأساسي السليم، لمساعدة الصندوق على تحقيق المزيد من التقدم في هدفه الرامي إلى معالجة ما يزيد على 50 مليون شخص في السنوات الخمس القادمة.

تندرج الأمراض المدارية المهملة، وهي مجموعة من الأمراض الطفيلية والجرثومية، ضمن المشاكل الصحية الكبرى التي تعاني منها الشعوب الأكثر فقراً في العالم. وتصيب هذه الأمراض ضحاياها بالعمى والعجز والتشوهات، بالإضافة إلى وقوعهم في دوامة  الفقر والمرض. وقد أثبتت الأبحاث أن معالجة هذه الأمراض تحرر الملايين من الفقر، إذ يبقى الأطفال في المدارس ويواصلون تعليمهم وتقدمهم، فيما تزداد إنتاجية العاملين وتتحسن صحة الأمهات والأطفال. كما أن معالجة الأمراض المدارية المهملة تُعد أحد مناهج التنمية ذات الأثر الكبير.

وفي تعليق له، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "يسعد دبي العطاء أن تعلن عن شراكتها مع "صندوق ذي إند". وتتضمن ثمار هذه الشراكة إعطاء مليون طفل الحبوب التي تقضي على الديدان المعوية، وهي حبوب تؤخذ عن طريق الفم مرة واحدة كل ستة أشهر، ما يساعد على خفض عدد الحالات المرضية الناتجة عن الإصابة بالديدان. كما تضمن هذه الشراكة حصول الأطفال على التغذية اللازمة بما يساعدهم على الذهاب إلى المدارس والبقاء فيها". 

ومن جهته، قال ويليام كامبل، رئيس مجلس إدارة "صندوق ذي إند": "أشكر دبي العطاء شكراً جزيلاً على اهتمامها العملي بتوفير العلاج لعدد من الأطفال يزيد على مليون طفل في المناطق الأكثر فقراً من العالم. ولا شك أن هذا الاستثمار الرائد في الشراكة مع الصندوق يعطينا دفعة قوية لتحقيق هدفنا الرامي في القضاء على أكثر سبعة أمراض مدارية مهملة انتشاراً في أفريقيا بحلول عام 2020. كما يوفر "صندوق ذي إند" فرصة استثمارية اجتماعية متميزة لكل المهتمين بتغيير حياة الملايين وإعادة الأطفال إلى مدارسهم لمواصلة التعليم".

تلقى الصندوق منحاً من بعض المؤسسات الإنسانية المعروفة على مستوى العالم، منها مؤسسة عائلة كامبل ومؤسسة جينيفا جلوبال ومؤسسة ليجاتوم.وقد حقق الصندوق وشركاؤه إنجازات متميزة في معالجة الأمراض المدارية المهملة على مدار خمس سنوات، استطاع خلالها توزيع ما يزيد على 50 مليون جرعة دوائية على 10 مليون شخص. وتتمثل أحد الركائز الأساسية لنجاح البرنامج في دمجه ضمن الخطط الوطنية للصحة، الأمر الذي يساعد كثيراً على خفض نسبة المصابين بالأمراض على الأجل الطويل.

تصيب الأمراض المدارية المهملة ما يزيد على مليار شخص من سكان العالم: وتقتل وتسبب التشوهات وتحدث وفيات بصورة كبيرة في قارة أفريقيا. كما تؤثر هذه الأمراض على الأطفال بصور متفاوتة، وتعيق من نموهم وتطورهم، لاسيما النمو العقلي، خلال مرحلة مهمة من مراحل النمو. وتشكل الأمراض المدارية المهملة أحد الأسباب الرئيسية لتغيب الطلاب عن مدارسهم وانخفاض مستوى التحصيل العلمي داخل المدارس.

وقد أثبتت دراسة أجراها مايكل كريمر من جامعة هارفارد حول النتائج التعليمية/الصحية تحت عنوان "الديدان المعوية: تحديد الفوائد التعليمية والصحية في ظل وجود عناصر علاجية خارجية" أن علاج الأمراض المدارية المُعدية هو الوسيلة الأكثر جدوى لتحسين مستوى حضور الأطفال في مدارسهم. فالطفل الذي يتخلص من الديدان المعوية تزداد احتمالية بقائه في المدرسة وتتحسن قدرته على التعلم والتركيز. 

For better web experience, please use the website in portrait mode