• 13 نوفمبر 2022
  • المؤسسة الإنسانية العالمية التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها شاركت في سلسلة من الجلسات والاجتماعات رفيعة المستوى لتعزيز مكانة التعليم كأداة بارزة لمواجهة تحديات المناخ

 ضمن جهودها الرامية إلى تسليط الضوء على أهمية دمج المناخ والتعليم لتحقيق التحول التعليمي العالمي، شاركت دبي العطاء، وهي منظمة مجتمع مدني مرتبطة رسمياً بإدارة الاتصالات العالمية التابعة للأمم المتحدة (UN DGC)، مؤخراً في الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ 2022 (COP27).

بمناسبة الذكرى الثلاثين لاعتماد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، يُعقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP27) في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022 في مدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية، بهدف ضمان التنفيذ الكامل لاتفاقية باريس التي تم اعتمادها من قبل 196 طرفاً في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP21) في عام 2015، الذي دعا إلى لالتزام بخفض درجات الحرارة العالمية إلى ما هو "أقل بكثير" من درجتين مئويتين، مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي.

وتركزت مشاركة دبي العطاء في الحدث على جهودها المستمرة لتسليط الضوء على العلاقة القوية بين العمل من أجل المناخ والتعليم، الأمر الذي ينعكس أيضاً من خلال الترابط بين جميع أهداف التنمية المستدامة. هذا وقد تمحورت مشاركة المؤسسة الإنسانية العالمية التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ على توصيات "إطار العمل لتحويل التعليم عالمياً" وتقرير "إعادة صياغة مشهد التعليم من أجل البشرية والكوكب" واللذين يدعوان إلى اتباع نظام بيئي يعتمد نهج "مجتمع واحد" مبني على التعاون بين القطاعات باعتباره أمراً أساسياً للاستفادة من التعليم من أجل تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة. ويعالج أحد الحلول الستة الرابحة لجميع المعنيين في قطاع التعليم والواردة في التقرير، على وجه الخصوص، تغير المناخ من خلال مطالبة الأطراف الفاعلة بتكييف أنظمة التعليم لبناء المرونة في مواجهة تغير المناخ وتطوير المهارات الخضراء.

وخلال الحدث، شاركت دبي العطاء في عدد من الجلسات والاجتماعات إلى جانب التحاور مع مسؤولين رفيعي المستوى حيث تطرقت إلى مواضيع محورية منها طرق تشجيع الحكومات في جميع أنحاء العالم على إدراج التعليم المتعلق بالمناخ ضمن جدول أعمالها الوطنية مع تزويد الشباب بالمهارات الخضراء وإشراكهم في صنع القرار من خلال خلق فرص عمل خضراء تسمح لهم بالمساهمة في تطوير اقتصادات أكثر اخضراراً.

وشارك سعادة الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدراة دبي العطاء، في الاجتماع الافتتاحي لمبادرة "الشراكة من أجل التعليم الأخضر" (Greening Education Partnership) في مدينة شرم الشيخ، والتي تم إطلاقها بدايةً في قمة تحويل التعليم خلال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2022. وخلال الاجتماع الذي حضره كبار المسؤولين بمن فيهم ستيفانيا جيانيني، المديرة العامة المساعدة لشؤون التعليم في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والبارونة باران أم بي إي، وكيل وزير الدولة البرلماني لنظام المدارس والكليات في المملكة المتحدة ، فضلاً عن الجهات المانحة الرئيسية ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى، شارك الدكتور القرق رؤيته حول الوسائل التي يمكن للأطراف الفاعلة اتباعها لدعم الشراكة بناءً على البرامج والمبادرات الجاري تنفيذها بشأن التعليم المتعلق بتغير المناخ، والإجراءات الإضافية التي يجب التخطيط لها.

وقال الدكتور القرق: "يجب أن نعطي الأولوية لإدراج تغير المناخ في أنظمتنا التعليمية على مستوى العالم لأننا لا نستطيع معالجة التحديات المتعلقة بالصحة وانعدام الأمن الغذائي والفقر وعدم المساواة بين الجنسين وغيرها من القضايا الحرجة بدون معالجة مشاكل المناخ. ولا يمكننا أيضاً معالجة قضايا المناخ دون أخذ التعليم بعين الاعتبار. إن أنظمتنا للتعليم الحالية تفتقر إلى القدرة على إعداد أطفالنا وشبابنا للعمل المناخي لأنه يعمل إلى حد كبير بمعزل عن القطاعات الأخرى. إن النظام البيئي الذي يعتمد نهج ’مجتمع واحد‘ المدعوم من التعاون عبر القطاعات هو الحل لتحويل وإعادة صياغة مشهد أنظمتنا التعليمية بطريقة يتم خلالها إدراج المناخ في المناهج التعليمية وتعزز إمكانات أطفالنا وشبابنا للعمل المناخي الحقيقي."

كما ألقى الدكتور القرق كلمة رئيسية في فعالية جانبية خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ استضافها كل من منتدى اقتصاد المستقبل (Future Economy Forum) ولجنة حوكمة المناخ (Climate Governance Commission) وتم تنظيمها بالشراكة مع دبي العطاء والشراكة العالمية من أجل التعليم واليونسكو ومدارس 2030 ومبادرة جيل طليق ومؤسسة الآغا خان ومؤسسة روكفلر ومؤسسة ليغو. وخلال الفعالية التي جرى تنظيمها بعنوان "إطلاق العنان لقوة التعليم من أجل مستقبل الكوكب: ما هي قضية الإستثمار لدينا في المستقبل؟"، تحدث الدكتور القرق عن أهمية تطوير مجتمع بين المناخ والتعليم للنسخة القادمة من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28.

وأشار الدكتور القرق في حديثه إلى أنه لا يمكننا أن نتوقع أن يلتزم البشر المستقبليون بالحلول المناخية ما لم يشعروا بالتمكين والارتباط الشخصي مع هذه القضية وكيف أن تصرفاتهم وسلوكياتهم اليومية ستؤثر على موطنهم الوحيد. وأضاف أن هذا ممكن فقط من خلال نظام بيئي تعليمي يضع القيم والمهارات والمعرفة والخبرات المتعلقة بالمناخ في صميم التعليم والتعلم.

كما شارك الدكتور القرق في حلقة نقاش بعنوان "خلق مستقبل مستدام من خلال التعليم: وضع خارطة الطريق للعمل والتأثير"، استضافتها وزارة التعليم في المملكة المتحدة بالتعاون مع مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة (FCDO). وأشار الدكتور القرق في حديثه إلى أن التنسيق على أعلى المستويات مطلوب لضمان أن يكون التعليم المتعلق بالمناخ من بين الأولويات القصوى في الفعاليات العالمية وشدد على الحاجة إلى إشراك جميع الأطراف الفاعلة وأخذ وجهات النظر لمختلف الجهات بعين الإعتبار وذلك لإبراز أزمة المناخ الملحة.

ووفقاً لإحصائيات صادرة عن اليونسكو في عام 2021 من 100 دولة، لم تشر 47% من المناهج الوطنية إلى موضوع التغير المناخي، فضلاً عن أن 40% من المعلمين لا يشعرون بالثقة في تدريسه، وثلثهم فقط قادرون على شرح تأثيرات تغير المناخ على منطقتهم أو منطقة طلابهم.

For better web experience, please use the website in portrait mode