• 16 مارس 2021

أعلنت دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم عن إتفاقية شراكة استراتيجية طويلة المدى لتعزيز برامج التغذية المدرسية في أفريقيا.

وتأتي هذه الاتفاقية الاستراتيجية في إطار تجديد وتعزيز الشراكة طويلة المدى بين برنامج الأغذية العالمي ودبي العطاء، وتركز على ضمان صحة ورفاهية الأجيال القادمة لتعزيز التعلم ورأس المال البشري. وقد تم الإعلان عن هذه الاتفاقية على هامش معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير (ديهاد) 2021 المنعقد في دبي.     

وبموجب هذه الشراكة، ستوفر دبي العطاء وبرنامج الأغذية العالمي الدعم للاتحاد الأفريقي لتوسيع نطاق الصحة والتغذية المدرسية في مختلف أنحاء القارة الأفريقية من خلال الارتقاء بالقدرات الفنية على مستوى القارة وتعزيز البحوث، وذلك لتحسين جودة البرامج وفعاليتها.

وقال الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء وعضو مجلس إدارتها: "لطالما أدت برامج التغذية المدرسية دوراً بارزاً في دعم المجتمعات المحرومة في مختلف أنحاء القارة الأفريقية، وذلك بسبب تأثيرها بعيد المدى. وخلال فترة تفشي جائحة كوفيد-19 على وجه الخصوص، برزت تلك البرامج بوصفها عاملاً محورياً يمتد تأثيره على المجتمع ككل. إن شراكتنا الاستراتيجية مع برنامج الأغذية العالمي لتسريع استراتيجية البرنامج للتغذية المدرسية العالمية بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي، تهدف إلى دعم الأطفال والفتيات في مسيرتهم التعليمية، مع تحقيق تأثير إيجابي يمتد إلى جوانب أخرى مثل النمو الاقتصادي، وذلك من خلال خلق فرص جديدة لصقل المهارات والتوظيف وتعزيز مصادر الدخل، وبالتالي أداء دور محوري في تكوين رأس المال البشري."

وسيؤدي البرنامج المشترك دوراً رئيسياً في معالجة أزمة التعلم والتحديات التي تواجه الحصول على فرص متكافئة في التعليم كإحدى أولويات تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وجدول أعمال 2030. كما سيساعد في تحقيق أهداف دبي العطاء المتمثلة في تحسين فرص حصول الأطفال والشباب على التعليم السليم وتعزيز المساواة بين الجنسين.

وقالت كارمن بوربانو، مديرة قسم التغذية المدرسية لدى برنامج الأغذية العالمي: "كان لدينا تصور رائع لتوسيع وانتشار شبكة الأمان الإجتماعي، فقد كانت التغذية المدرسية إحدى الأولويات المتنامية لعدد متزايد من الحكومات في أفريقيا. ثم ظهر فيروس كورونا المستجد ليلغيها جميعاً. نحن بحاجة لشركاء، مثل دبي العطاء، الآن أكثر من أي وقت مضى لمواصلة دعم الحكومات من خلال برامج التغذية المدرسية. بإمكان برنامج الأغذية العالمي توفير المعرفة والأدلة والدعم الفني لمساعدة هذه البرامج على توسيع نطاق عملها – الا أنه لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا."

وأظهرت الحكومات الأفريقية تحت قيادة الاتحاد الأفريقي التزاماً متزايداً بالتغذية المدرسية في القارة، حيث حصل طفل واحد من كل طفلين في المدرسة، أو أكثر من 65 مليون طفلاً على وجبات مغذية في المدارس يومياً خلال عام 2019، أي بزيادة كبيرة مقارنة بالعام 2013 حين بلغ عدد المستفيدين 38.4 مليون طفل. الا أن جائحة كوفيد-19 تسببت في حدوث انقطاعات في التعلم وأنهت عقداً من النمو لبرامج الوجبات المدرسية في عام 2020.  

وبموجب هذه الاتفاقية ستدعم المساهمة الأولى، والتي تبلغ قيمتها 14,694,000 درهم اماراتي (4 مليون دولار امريكي)، جدول أعمال التغذية المدرسية للاتحاد الأفريقي على مدى 3 سنوات وهي تهدف الى إعادة برامج التغذية المدرسية الوطنية الى المستويات التي كانت عليها قبل تفشي الجائحة وتوسيع نطاقها لتصل الى المناطق التي هي في أمس الحاجة لها. وتشمل الأنشطة الرئيسية تطوير وتنفيذ قاعدة بيانات الصحة والتغذية المدرسية الأولى على نطاق القارة الأفريقية باعتبارها منفعة عامة على مستوى القارة ككل والتي ستعزز المساءلة والملكية. كما تعمل هذه الاتفاقية على تعزيز عمل برامج التغذية المدرسية التي تعتمد على المنتجات المحلية التابعة للاتحاد الأفريقي ودعم التعاون بين أعضائها، بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة مثل "اليونيسف" و"الفاو" و"اليونسكو". ويعد تقرير الاتحاد الأفريقي الذي يصدر كل سنتين حول التغذية المدرسية التي تعتمد على المنتجات المحلية (2019-2020) والذي صدر مؤخراً بدعم من جميع أعضاء المجموعة أحد النتائج الرئيسية لهذا المشروع.

وقد ساهم عمل برنامج الأغذية العالمي ودبي العطاء خلال السنوات العشرة الماضية في إحداث تغيير جذري في نظرة العالم إلى دور الصحة والتعليم في تكوين رأس المال البشري. وقد كان لأزمة جائحة كوفيد-19 تأثير كبير على أطفال المدارس، حيث بلغ عدد الأطفال والشباب الذين لم يعد بإمكانهم الذهاب الى المدارس والجامعات حوالي 1.6 مليار – أو أكثر من 90 بالمائة من الطلاب المسجلين في المدارس والجامعات حول العالم نظراً لتفشي هذه الجائحة. وهناك أيضاً ما يقارب من 370 مليون طفل في المدرسة، منهم 65 مليون طفلا يعيشون في أفريقيا، لا يمكنهم الحصول حالياً على الوجبات المدرسية التي كانوا يعتمدون عليها وذلك بسبب تفشي الجائحة.

إن الآثار التي نجمت عن ذلك على هؤلاء الأطفال وأسرهم وخيمة. وبالنسبة للكثير من الأطفال الذين يعانون من الجوع، قد تكون الوجبة المدرسية هي الوجبة المغذية الوحيدة لهم خلال اليوم. وبالنسبة للأسر الفقيرة، تعادل قيمة الوجبة التي يتم توفيرها في المدرسة حوالي 10 بالمائة من الدخل الشهري للأسرة، الأمر الذي يشكل عبئاً اقتصادياً يُضاف إلى إمكانية خسارة مصادر الدخل والعمل خلال فترة تفشي هذه الجائحة.  

وسيعمل برنامج الأغذية العالمي جنباً الى جنب مع دبي العطاء والاتحاد الأفريقي على هذا المشروع المتعدد القطاعات لضمان حصول جميع الأطفال في مرحلة التعليم الأساسي في أفريقيا على وجبات ذات نوعية جيدة في المدارس، بالإضافة الى حزمة متكاملة واسعة النطاق من خدمات الصحة والتغذية.

For better web experience, please use the website in portrait mode