• 23 يونيو 2019

عاد ثلاثة عشر متطوعاً مقيماً في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى دبي بعد تجربة تطوعية في مالاوي في جنوب شرق أفريقيا من شأنها تغيير حياتهم. وشاركت المجموعة، التي تم اختيارها بعد عملية انتقاء صارمة، في مبادرة "التطوع حول العالم"، المبادرة التي تحظى بشعبية كبيرة والتي تنظمها دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد راشد آل مكتوم العالمية. هذا وقد قضى المتطوعون أسبوعاً في قرية كاتشيريزا في مقاطعة كاسونغو في الإقليم الأوسط من مالاوي، وقاموا بنجاح ببناء الأساسات لمدرسة تعليم أساسي مؤلفة من فصلين دراسيين سيستفيد منها 100 طفلٍ بشكل مباشر، (50% من الفتيات سيلتحقن بالمدرسة) إلى جانب 60 رجل وإمراة من الأميين من سكان القرية. علاوة على ذلك، ستشارك 6 نساء في فريق القيادة المكون من 12 شخصًا الذين سيشاركون في إكمال المشروع. وتجسيدا لأحد ركائز عام التسامح المتمثلة في تنفيذ مبادرات ومشاريع متعددة الثقافات، عملت مجموعة المتطوعين، المؤلفة من جنسيات واختصاصات مهنية متنوعة، جنباً إلى جنب مع المجتمع المحلي من خلال جمع مهارات متنوعة للمساعدة في كافة أنشطة البناء، بينما استمتعوا بفرصة فريدة للتفاعل مع أفراد المجتمع المحلي واكتشاف ثقافتهم، وقيمهم وتقاليدهم. وعاد المتطوعون من هذه التجربة المجزية محملين بقصص مذهلة وسعداء بتفاعلهم المباشر مع المجتمع الذي يقدمون له يد العون.

وقال عبدالله أحمد الشحي، رئيس العمليات في دبي العطاء، في معرض تعليقه على نجاح هذه المهمة التطوعية في مالاوي: "نحن سعداء جداً بنتائج أول مهمة تطوعية لنا في مالاوي. لقد بذل متطوعوننا المثاليين قصارى جهدهم واهتمامهم لتحقيق هذا النجاح الباهر. ولمدة أسبوع كامل أظهروا بالفعل ما لديهم من قيم الإيثار والتضامن والالتزام ببناء هذه المدرسة المجتمعية الجديدة للتعليم الأساسي، والتي ستترك أثراً كبيراً على حياة الأطفال في القرية والمجتمعات المجاورة. إنه لأمر مؤثر أن نرى متطوعين من خلفيات مختلفة يعملون بهذه الحماسة، يشمرون أكمامهم ويعملون كفريق واحد مع السكان المحليين. لهذا تعتبر مبادرة "التطوع حول العالم" تجربة فريدة من نوعها تعزز روح التسامح وتقوي الروابط بين المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وهي مبادرة تتوافق تمامًا مع عام التسامح في الإمارات العربية المتحدة." 

وقال حمد منصور العوار، أحد المتطوعين المشاركين: "استمتعتُ جداً بمشاركتي في هذه المهمة، حيث تركزت كل طاقاتنا على العمل مع الناس في الميدان، والتعرف بشكل أفضل على السكان المحليين. أقدّر كثيراً فرصة لقاء الأطفال الذي سيلتحقون في المدرسة التي ساعدنا على بنائها".

وأضافت ريتا سنا: "حين كنت في مالاوي للمشاركة في مهمة بناء المدرسة، اكتشفت أنه لا يوجد شيء أكثر مكافأة من أن يبتسم المرء للآخرين ويجعل شخص ما سعيدًا. ليس مهماً من هو هذا الشخص أو كيفة القيام بذلك، ولكن هذا ما يعطي للحياة مغزى".

تعتبر مبادرة "التطوع حول العالم" إحدى الركائز الأساسية في دبي العطاء لإشراك المجتمع الإماراتي بهدف تحقيق مساعيها في كسر حلقة الفقر في البلدان النامية من خلال توفير التعليم للأطفال والشباب الأقل حظاً. تنبع شعبية هذه المبادرة وسط مجتمع المتطوعين في الإمارات من الفرصة التي تتيحها عبر اختيار عدد قليل من الأشخاص الذي يكرسون وقتهم وطاقتهم في الميدان لتقديم المساعدة في بناء المدرسة لمجتمع أقل حظاً بعيداً عن الوطن، حيث يقدم المتطوعون مساعدتهم في عدة مهام إنشائية مثل الحفر، ومزج الخرسانة وصناعة الطوب، إلى جانب الاندماج الثقافي التام مع السكان المحليين. ومنذ إنطلاقتها عام 2009، آخذٌت هذه المبادرة بالاتساع لتصل مالاوي، رابع بلد يستفيد منها بعد كمبوديا، ونيبال والسنغال. وستقام الدورة المقبلة من "التطوع حول العالم" في السنغال في شهر نوفمبر 2019.

لقد تم تصنيف مالاوي بشكل مستمر بين أقل 20 بلداً من ناحية التنمية في العالم وفقاً لمؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية. تعرض هذا البلد لوقت طويل لتحديات تتمثل في الركود الاقتصادي وصعوبة الحصول على التعليم، حيث يعيش ثلاثة أرباع السكان تقريباً تحت خط الفقر، وربع السكان تحت خط الفقر المدقع، إستنادا لتقارير صندوق النقد الدولي.

For better web experience, please use the website in portrait mode