• 2 مايو 2016

أعلنت دبي العطاء، جزء من مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، عن برنامجين تعليميين جديدين في تنزانيا. وقام وفد من دبي العطاء برئاسة طارق القرق الرئيس التنفيذي للمؤسسة ومجموعة من ممثلي وسائل الإعلام في دولة الإمارات وموظفي دبي العطاء، بزيارة البلد للاطلاق الرسمي لبرنامجين متعلقين بتنمية الطفولة المبكرة في البر الرئيسي في تنزانيا وزنجبار. وتخلل الزيارة قيام الوفد بزيارات للمدارس لتفقد سير تنفيذ البرامج على أرض الواقع حتى الآن. ويهدف البرنامجين للوصول إلى 54,400 مستفيد في 4 سنوات مع استثمار بقيمة إجمالية وقدرها 26,670,430 درهم إماراتي (7,260,223 دولار أمريكي).

يسعى البرنامج في البر الرئيسي في تنزانيا، تحت مسمى "فرصه كوا واتوتو" باللغة السواحلية ويعني "فرص للأطفال"، إلى تحسين فرص الوصول إلى وجودة التعليم في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي من خلال بناء الدلائل حول نماذج فعالة من حيث التكلفة والتي يمكن التوسع بها. البرنامج هو نتاج شراكة دبي العطاء مع عدة منظمات منها وزارة التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والتدريب المهني، مؤسسة "الأطفال تحت القصف" (Children in Crossfire)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وجامعة الآغا خان، وبحوث سياسات الرياضيات. من خلال هذا الجهد المشترك، سيستفيد من برنامج "فرصه كوا واتوتو" أكثر من 29,400 مستفيد بصورة مباشرة غير أنه من المتوقع أن يزداد الأثر أكثر بكثير؛ حيث يقدر أن يشمل 1.62 مليون مستفيد بشكل غير مباشر- ويعود ذلك للخبرات والبيانات التي ستلعب دوراً هاماً في دعم خطط التوسع في التعليم لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي على مستوى الدولة.

وخلال المؤتمر الصحفي في دار السلام، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "إنه لمن دواعي سروري وفريق عمل دبي العطاء بأن نشهد نجاح برامجنا في تنمية الطفولة المبكرة في شرق أفريقيا. وفي السنوات الأخيرة، حققت حكومة تنزانيا تقدماً كبيراً في تسهيل الوصول إلى برامج التعليم المبكر للأطفال. وبناءً على هذا التقدم، يجب علينا أن نوجه اهتمامنا إلى جودة هذه التجهيزات ومعالجة تحديات مثل نقص المعلمين المؤهلين في مرحلة ما قبل المدرسة وتوفير المواد المناسبة."

وتتمحور مهمة برنامج "فرصة كوا واتوتو" حول تحسين الاستعداد للمدرسة ومخرجات التعلم للأطفال في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي، خصوصاً الأطفال الذين يعيشون في المجتمعات النائية أو المهمشة. ومن خلال البرنامج، تعمل دبي العطاء على زيادة القدرة المؤسسية لبرامج تنمية الطفولة المبكرة من خلال ضمان أن يكون إطار العمل فعّالاً من ناحية التكلفة واستراتيجيات تمويل قابلة للتحقيق، وأن يتم تخصيص ذلك بشكل مناسب من قبل المناطق التعليمية واللجان الإدارية بما يساعد على التوسع بهذه البرامج على صعيد الدولة ككل. كما تقوم دبي العطاء بمراقبة نجاح البرنامج وسوف تستخدم الدلائل على فوائد تدخلات تنمية الطفولة المبكرة لإخطار صانعي السياسات والبرامج في تنزانيا، وبقية أفريقيا بشكل مباشر.

وتتضمن أنشطة البرنامج في البر الرئيسي في تنزانيا تصميم واختبار حزم تعزيز مرحلة التعليم ما قبل الأساسي الهادفة إلى تحسين الجودة والمشاركة المدرسية للأطفال. ويتم تنفيذ هذا عن طريق تنظيم صفوف ما قبل مرحلة التعليم الأساسي الملحقة بالمدارس الأساسية الموجودة. وبالنسبة للأطفال الذين يعيشون في المناطق النائية، فسيتم تطوير مراكزمجتمعية فرعية تتبع المدارس الاساسية لتنمية الطفولة المبكرة واختبارها لدمج المجتمعات التي يصعب الوصول إليها. كما سيتم إجراء تقييم بشكل متواصل لقياس مدى نجاح حزم التعزيز على مخرجات التعلم لدى الأطفال عند دخولهم مرحلة التعليم الأساسي، ومرة أخرى في نهاية مرحلة السنة الثانية من التعليم الابتدائي.

من جانبه قال كريج فيرلا، رئيس مؤسسة "الأطفال تحت القصف" (Children in Crossfire): "يعتبر برنامج "فرصة كوا واتوتو" مبادرة مثيرة وفريدة من نوعها في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي في تنزانيا، حيث يوفر البرنامج فرصة الحصول على التعليم السليم لـ 29,400 من أطفال المدارس في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي، بالإضافة إلى توفير نماذج تهدف إلى تحسين مخرجات التعليم لدى الأطفال، مع منح الفرص أمام الجهات الحكومية وشركاء التنمية للاستثمار فيه. كما سيساعد البرنامج على تحقيق رؤية السياسة العامة للتعليم والتدريب في تنزانيا لبناء مجتمع متعلم ولديه المعرفة والمهارات اللازمة للمساهمة في مسيرة التنمية الوطنية".

توجد حاجة ملحة لموارد التعليم المبكر في البر الرئيسي لتنزانيا، لا سيما مع وجود العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و6 سنوات لا يذهبون إلى المدرسة ما قبل مرحلة التعليم الأساسي؛ وخاصة في المناطق النائية نظراً لنقص المرافق التعليمية المناسبة. ونتيجة لذلك، فإن غالبية الأطفال غير مؤهلين للتعليم الأساسي وليس لديهم الأساس اللازم للتعلم الفعّال.

وبالمثل في زنجبار، وهي جزء من تنزانيا تتمتع بحكم شبه ذاتي، لا تزال محدودية الاستثمار العام والجودة في التعليم ما قبل الأساسي تشكل عائقاً في ظل وجود أعداد محدودة من الأطفال الذين يدرسون في المدارس الحكومية. كما تفتقر زنجبار أيضاً إلى دورات تدريبية لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي المخصصة للمعلمين في مراكز التدريب، حيث تصل نسبة الطالب/المعلم الحالية إلى 1:115. كما أن غالبية الأطفال الذين يدخلون مرحلة التعليم الأساسي ليس لديهم أي أساس في التعلم وهم غير مهيئين للبيئة المدرسية.

وخلال المؤتمر الصحفي في زنجبار، قال القرق: "منعت الظروف الاجتماعية والاقتصادية العديد من الأطفال من الحصول على بداية سليمة لتعليمهم، وخاصة في المناطق النائية حيث توجد أعداد قليلة من المعلمين المؤهلين لمرحلة ما قبل التعليم الاساسي. ومع ذلك، أنا واثق أنه مع العمل الجاد وبدعم من وزارة التربية والتعليم والتدريب المهني في زنجبار والشركاء المنفذين لدينا، يمكن للمزيد من الأطفال الحصول على تجربة تعليمية غنية أكثر من أي وقت مضى."

ومن أجل معالجة هذه المشكلة، تعمل دبي العطاء وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتدريب المهني في زنجبار،وبرنامج مدرسة للطفولة المبكرة في زنجبار، ومؤسسة الآغا خان لزيادة فرص الاطفال للحصول على تعليم أساسي سليم للأطفال في عمر 4 و5 سنوات.

وفي حين عبر عن شكره لدعم دبي العطاء، أكد عبد مالك، مدير مؤسسة الآغا خان في تنزانيا، بأن نجاح البرنامج يُعزى إلى الشراكة القوية والتزام جميع الأطراف المعنية في البرنامج، معلقاً على ذلك بالقول: "تمتلك مؤسسة الآغا خان خبرة تزيد عن أكثر من ثلاثة عقود في تقديم دعم شامل لتنمية الطفولة المبكرة على مستوى العالم. ونودّ التأكيد لدبي العطاء ووزارة التربية والتعليم في زنجبار بأن البرنامج قيد التنفيذ وسيحقق أهدافه المتمثلة بتحسين فرص الحصول على تعليم سليم في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي. كما أننا نعمل على وضح حجر الأساس للتوسع بالبرنامج في كافة أنحاء زنجبار من خلال اتباع نهج أكثر شمولية."

ويستفيد من البرنامج 25,000 طفل من خلال مناهج لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي مرتبطة بالموضوع، وفعّالة من حيث التكلفة وقابلة للتوسعة. وتشمل هذه المناهج 3 عناصر رئيسية هي: التطوير المهني للمعلمين، وخلق بيئات تعلم وتعليم مواتية وبنّاءة، وتعزيز أنظمة المدرسة والمجتمع المحلي والدعم الحكومي. ويستهدف التدخل 100 مدرسة، ويتضمن تدريب 900 معلم من القطاع العام والمجتمع لمرحلة الطفولة المبكرة.

وفي سياق حديثه عن الجهود الكبيرة المبذولة من قبل دبي العطاء في قطاع التعليم في تنزانيا، قال سعادة عبدالله ابراهيم غانم سلطان السويدي، سفير دولة الإمارات لدى تنزانيا، "إن حكومة دولة الامارات العربية المتحدة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة (رعاه الله) تحرص على نشر التعليم والمعرفة خصوصاً في المناطق النائية عبر إطلاق مثل هذه المبادرات التي توفر الأساس الجيد للوصول لشباب فاعل في المجتمعات في كافة أنحاء العالم. الشكر موصول لدبي العطاء لمبادراتها المثمرة والمستمرة، والشكر يمتد لشركاءها في هذا البرنامج. ندعو الله لدبي العطاء بالتوفيق والسداد في برامجها القاصدة لحصول الأطفال على التعليم السليم والمساواة بين الجنسين في كل العالم فهي قدمت المساعدات لأكثر من 14 مليون مستفيد في 14 بلد نامٍ ولا زالت تقدم."

تجدر الإشارة إلى أن برنامجي دبي العطاء لتنمية الطفولة المبكرة في البر الرئيسي في تنزانيا وزنجبار تتبع برامج تعليم ناجحة أطلقتها دبي العطاء سابقاً في 41 بلد نامٍ حول العالم.

For better web experience, please use the website in portrait mode