Dubai Cares

يعتبر العنف وانعدام الأمن من التحديات اليومية التي يواجهها الأطفال في فلسطين. وبسسب استمرار النزاعات الجيوسياسية في المنطقة تحولت "الملاذات الآمنة" للأطفال مثل المدارس إلى أهداف للعنف حيث تعرض التعليم في المنطقة لضربات متكررة استهدفت البنى التحتية وأثرت على نفسية الطلاب. وتفتقد معظم دور الحضانة إلى معدات التعليم الأساسية والألعاب وغيرها من الموارد التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، لم يحظى المعلمين والمسؤولين في دور الحضانة على التدريب اللازم ويتقاضون أجوراً متواضعة ويفتقدون لأي فرصة للنمو الوظيفي. علاوة على ذلك، يتطلب ارتياد دور الحضانة دفع رسوم ما يجعلها بعيدة عن متناول شريحة واسعة من الأطفال الفلسطينيين بالأخص أولئك الذين يقطنون في المناطق النائية من فلسطين.

تعتبر قريتا بيت مرسم وعناب الكبير خير مثال عن الحالة في الضفة الغربية، فهي تفتقد لأي منفذ بحري وتقع في وسط النزاع القائم وتواجه هذه البلدات عدداً من الصعوبات تعيق حركة الإقتصاد وتمنع تحقيق نمو مستدام. وبسبب ازدياد نسبة البطالة، لا يستطيع سوى قلة تحمل أقساط وتكاليف النقل المتوجبة لإرسال أولادهم إلى الحضانة. وقد تراجعت مستويات الأطفال في هذه المنطقة في مهارت القراءة والكتابة والحساب مقارنةً بالمعدل العالمي وذلك بسبب غياب مرافق خاصة بدور الحضانة. 

ومن المتوقع أن يتغير وضع هذه القرى مع برنامج "البداية الصحيحة!" الذي تموله دبي العطاء وتطبقه المؤسسة الأمريكية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا). يهتم برنامج "البداية الصحيحة!" بتنمية الطفولة المبكرة وقد أطلقته أنيرا لتوفير التعليم ما قبل المدرسي السليم للمجتمعات في البلدات النائية مثل بيت مرسم وعناب الكبير. وبفضل تمويل دبي العطاء ودعم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، تعمل أنيرا على تأسيس حضانة في المدارس الابتدائية في الضفة الغربية في إطار سعيها لتوفير التعليم ما قبل المدرسي للمجتمعات المهمشة في الضفة الغربية وغزة.

وفي إطار برنامج تنمية الطفولة المبكرة، جرى إعادة تأهيل دور الحضانة وزوّدت بالستائر والسجاد والطاولات والكراسي الخاصة بالأطفال من أجل توفير بيئة تعليمية مرحة للأطفال. بالإضافة إلى ذلك أعيد تصميم الملاعب لمراعاة سلامة الأطفال وأعيد تأهيل الحمامات ليتمكن الأطفال من استخدامها ولمراعاة الفرق بين الجنسين. وقد وفرت دبي العطاء وأنيرا مواد تعليمية عالية الجودة من كتب وألعاب ومعدات فنية مع قسم خاص للقراءة. ولم تقتصر إعادة التأهيل على البنى التحتية، بل اعتمد المعلمين والمعلمات على مهاراتهم والمواد المقدمة من أجل تحفيز إبداع الأطفال وتحسين مستواهم التعليمي.

وكان الدعم للمدرسة واضحاً، فقد ترقب أطفال الضفة الغربية والمجتمع المحلي افتتاحها بكثير من الحماس. ففي يوم افتتاح مدرسة بيت مرسم، قالت الطفلة منال التي تبلغ أربع سنوات من العمر إنها لم تستطع النوم في الليلة السابقة لأنها كانت تفكر أنها ستسطيع اللعب مع أصدقائها بينما محمد من عناب الكبير قال أنه لا يريد أن يكبر ويترك المدرسة.

تحديات التنمية في فلسطين

إن غياب السيادة الفلسطينية واستمراية الأراضي والوحدة من أهم العوامل التي تعيق النمو. ويؤثر عدم الاستقرار السياسي في المنطقة بشكل كبير على النمو الإقتصادي. وتعاني فلسطين منذ فترة تزيد على 10 سنوات من أوضاع اقتصادية واجتماعية سيئة. وقد شلت صعوبة حركة نقل البضائع وتنقل الناس الاقتصاد الفلسطيني وأثرت على مستوى معيشة الشعب، كما تسبب عدوان 2008 / 2009 على قطاع غزة في حدوث أزمة إنسانية دمرت معظم البنية التحتية في القطاع.

برامج دبي العطاء في فلسطين

حالياً تتعاون دبي العطاء مع منظمة "أنيرا" لتحسين الرعاية، والتعليم والتنمية للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 6 سنوات في المجتمعات النائية والمحرومة في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

قامت دبي العطاء أيضاً بتنفيذ عدداً من المبادرات لتحسين المستوى التعليمي ومهارات القراءة والكتابة للأطفال. وفي إطار تحدي المليون كتاب، تبرعت دبي العطاء بما ينهاز 300 ألف كتاب للأطفال في الضفة الغربية. وتتضمن مجموعات "مكتبتي العربية" التي صممتها وأصدرتها سكولاستيك، كتباً مدرسية ومكتبية باللغة العربية، إضافة إلى تدريب خاص للمعلمين على استخدام مواد القراءة الإضافية.

قامت دبي العطاء بتنفيذ حملة شاملة لعلاج المصابين بالديدان المعوية من أجل تعزيز وتحسين صحة أطفال مدارس الأونروا في الضفة الغربية وقطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، عملت دبي العطاء على الحفاظ على معدل التحاق الفتيات والفتيان في المدارس التي قدمت إليها المساعدات إلى مستوى ما قبل الأزمة من خلال التغذية المدرسية.

توفير فرص الحصول على التعليم الأساسي السليم

تعكس جهود دبي العطاء في فلسطين موضوع الحملة الرمضانية لعام 2014 التي تطلقها المؤسسة تحت عنوان "ماذا لو..." من أجل نشر الوعي حول أهمية التعليم كإحدى الأدوات الأساسية في كسر حلقة الفقر. وخلال هذه الحملة، تطلب دبي العطاء من المجتمع الإماراتي أن يتخيلوا أولادهم يعانون من الظروف القاسية عينها التي يعاني منها الأطفال في البلدان النامية. ماذا لو كانت ابنتك تمشي مسافة ثلاثة كيلومترات كل يوم لتصل إلى أقرب مدرسة. ويتوجب عليها أيضاً أن تغادر المدرسة عائدة إلى بيتها في كل مرة عليها استخدام الحمام. وتهدف الحملة إلى جمع التبرعات من أجل دعم فرص حصول الأطفال على التعليم الأساسي السليم في البلدان النامية.

For better web experience, please use the website in portrait mode