• 15 مايو 2016

أعلنت دبي العطاء، جزء من مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، اليوم عن بناء مدرسة ثانوية جديدة في بنغلاديش تكريماً لذكرى صفية أكتر التي توفيت أثناء محاولتها إنقاذ حياة أربعة أطفال إماراتيين في أكتوبر 2014. ويأتي هذا الإعلان نتيجة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي فور الإعلان عن وفاتها.

وكانت صفية من بنغلادش مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتعمل كمربية لطفلين إماراتيين عمرهما ست وعشر أعوام، قامت بإنقاذهم بالإضافة الى طفلين آخرين بشجاعة من الغرق. وإنتشلت صفية الفتيان الأربع من أمواج البحر القوية إلى بر الأمان، ولكن خلال عملية الإنقاذ سحبتها التيارات المائية إلى عمق البحر. وعلى الرغم من الجهود المضنية والشجاعة التي بذلها والد الطفلين الذين ترعاهما الذي قفز إلى الماء في محاولة منه لإنقاذ حياتها، توفيت صفية قبل وصول فريق الطوارئ.

ومنذ إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن توجيهاته في أكتوبر 2014، واستجاباً لهذه القصة المأساوية، تبنت دبي العطاء حملة بدعم من سفارة دولة الإمارات في بنغلاديش وسفارة بنغلاديش لدى الدولة، فضلاً عن العديد من المنظمات غير الحكومية وممثلين عن الحكومة البنغلادشية، بهدف تكريم شجاعة صفية من خلال مشروع تعليمي في باتا بارا، القرية التي ولدت وترعرعت فيها صفية، وحيث لا تزال تقيم فيها عائلتها. وبعد مشاورات مكثفة مع مؤسسة "براك" (BRAC)، أكبر منظمة غير حكومية في بنغلاديش وشريك موثوق به لدبي العطاء فيما يتعلق بنظام وفرص التعليم من أجل التنمية في باتا بارا، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية التي قام بها فريق عمل دبي العطاء لاختيار الموقع الأنسب لبناء المدرسة، كشفت دبي العطاء عن خطتها لبناء ودعم المدرسة الثانوية.

ويعد 10 مايو تاريخ وضع حجر الأساس والبدء بأعمال البناء في المدرسة الثانوية، الوحيدة من نوعها في قرية صفية، والتي ستمنح فرصة التعليم للأطفال، وخاصة الفتيات اللواتي يعشن في قرية باتا بارا في منطقة سونامغوني في بنغلاديش. وستقوم دبي العطاء أيضاً بتمويل التكاليف التشغيلية للمدرسة لمدة 5 سنوات بعد الانتهاء من البناء. وعلى مدى ستة سنوات سينتج عن هذا التدخل فوائد فورية وطويلة الأجل على المجتمع في باتا بارا، خصوصاً للفتيات الصغيرات اللواتي لا يستطعن مواصلة تعليمهن.

وتعليقاً على أهمية بناء المدرسة وتوفير الدعم لها خلال زيارته لباتا بارا لوضع حجر الأساس، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "لقد نجحنا بالخروج من هذه القصة المأساوية وتحويلها إلى أمل كبير من خلال بناء مدرسة ثانوية في باتا بارا، قرية صفية في بنغلاديش، لتكون رمزاً لشجاعتها. وللمرة الأولى، أصبح بإمكان الأطفال في قرية صفية الحصول على التعليم الثانوي. وبحلول عامها السادس، ستكون المدرسة مكتفية ذاتياً بشكل كامل. وسيعود هذا الأمر بالفائدة على إثبات آفاق التطور الوظيفي على المدى الطويل للأطفال الذين يعيشون في باتا بارا، خصوصاً الفتيات الصغيرات اللواتي سبق ولم يحظين بفرص متساوية للحصول على التعليم بسبب الحواجز المادية والمجتمعية والثقافية. من خلال هذه المدرسة، سيعيش إرث صفية حياً وملهماً لجيل واحد على الأقل من الفتيان والفتيات المتعلمين في بنغلاديش. وقررنا أن تحمل هذه المدرسة إسم صفية تقديراً لتضحيتها".

وقال سعادة الدكتور سعيد بن حجر الشحي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية بنغلاديش الشعبية: "تحتل الإمارات العربية المتحدة مراكز متقدمة عالمياً في مجال العمل الخيري والإنساني. إنها للفتة إنسانية كريمة بامتياز من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم لبناء مدرسة من خلال دبي العطاء في قرية باتا بارا في بنغلاديش، مسقط رأس المربية صفية أكتر. وستسهم هذه المبادرة الإنسانية في تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية بنغلاديش وخدمة المصالح المشتركة للبلدين."

وسيتم تنفيذ جهد دبي العطاء في بنغلاديش بالشراكة مع منظمة "براك" ليصل إلى أكثر من 3,200 طفل خلال ست سنوات. والمدرسة المقترحة ستبدأ عملها في البداية باعتبارها مدرسة إعدادية من خلال توفير التعليم للأطفال في الصف السادس والسابع والثامن. وبعد ثلاث سنوات، ستتحول المدرسة لتصبح مدرسة ثانوية، حيث ستوفر التعليم للأطفال في الصف التاسع والعاشر. وفي عامها السادس، سيصبح تمويل المدرسة الثانوية ذاتياً من ناحية توفير مورد تعليمي مستدام لأطفال باتا بارا والمناطق المحيطة.

لاستكمال بناء المدرسة، سوف تخصص دبي العطاء أيضا تمويل لشراء وتركيب الأثاث والتجهيزات المدرسية، ودعم تكلفة رواتب المعلمين وصيانة المدارس. وبالإضافة إلى ذلك، ستوفر دبي العطاء الدعم الإداري العملي المستند إلى خبرات المؤسسة الواسعة في تنفيذ البرامج التعليمية في البلدان النامية.

For better web experience, please use the website in portrait mode