• 30 أكتوبر 2017

عاد خمسة عشر متطوعاً شاركوا في دورة عام 2017 من مبادرة دبي العطاء "التطوع حول العالم"، في أمان إلى دبي عقب زيارتهم لقرية فوليلي في منطقة كانشنبور حيث وضعوا حجر الأساس لمدرسة جديدة وسط المجتمع المحلي. وقد أكسبت المهمة التي استمرت لأسبوعاً كاملاً بين 21 و 27 أكتوبر المتطوعين مشاعر متنوعة ومتعددة منها الترقب والإثارة والتعاطف والحزن والعزيمة والسعادة. ومع عودة المتطوعين إلى ديارهم، لازمهم في المقام الأول شعور واحد تمثل في تحقيق الانجاز، وذلك من خلال مساهمتهم في تعليم 150 تلميذاً و60 امرأة أمية في ذلك المجتمع الصغير.

وقد شارك الفريق التطوعي المكون من 15 متطوعاً في مجموعة من الأنشطة المرافقة لعمليات البناء في موقع المدرسة؛ شملت الحفر ووضع الطوب وربط وتسليح الحديد، فضلاً عن مزج الخرسانة والحمل والغربلة وضخ المياه. كما أقيمت ورش عمل تعليمية ثقافية للتفاعل بشكل أفضل مع المجتمع المحلي.

وفي معرض تعليقه على دورة هذا العام من مبادرة "التطوع حول العالم" في نيبال، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: “إن التطوع في صميم عملنا في دبي العطاء، حيث نعتبره كأحد أوضح علامات التضامن مع المجتمعات في جميع أنحاء العالم وكأداة فعالة للتنمية المستدامة. ومن خلال مبادرتنا "التطوع حول العالم"، تهدف دبي العطاء إلى إعطاء المتطوعين المقيمين بالإمارات فرصة خوض تجربة فريدة من نوعها، وكذلك ورؤية الوضع على أرض الواقع ومساعدتنا في التصدي للتحديات الملّحة المتعلقة بالتعليم في البلدان النّامية. نحن فخورون بالتزام وتفاني المتطوعين الذين سافروا معنا من دولة الإمارات، والذين كرسوا وقتهم وشغفهم وخبرتهم لمنح هدية التعليم للأطفال المحرومين في نيبال. ومن دون شك فإن تأثير العمل الذي قام به المتطوعون في غضون أسبوع واحد سيستمر أثره لعقود."

قالت إيمان المري متطوعة من الإمارات: "تخصيص بعض الوقت للتطوع هو من العادات الأساسية التي أكتسبتها منذ أن كنت في السادسة عشرة من عمري. أن أشارك في مبادرة دبي العطاء للتطوع حول العالم سيسمح لي بمساعدة الآخرين ليس فقط في مجتمعي، بل أيضا في جميع أنحاء العالم وأن أجرب شيئ خارج حياتي اليومية كذلك. وآمل أن تحدث هذه التجربة فرقا في حياة الأطفال والشباب في هذه القرية في نيبال ."

وشاركها نفس الشعور جو دويل متطوع من الولايات المتحدة الأمريكية حيث قال: "في عالمٍ بات معقداً بشكل متزايد، حيث أصبحنا نهتم دائما بمشاكلنا، وننسى مشاكل الآخرين. فإن التطوع هو العلاج، و الأهم من ذلك هو الإلتزام بمساعدة الجميع الحصول على حياة أفضل. وبناء دبي العطاء لهذه المدرسة في نيبال سوف سيفتح من دون شك آفاق جديدة لمساعدة الأطفال على تحقيق أحلامهم وأن يكون لديهم مستقبلاً مشرقاً وناجحاً."

وقد انضم إلى متطوعو دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في الرحلة الميدانية فريق  من دبي العطاء ومن الشريك المنفذ، "BuildOn"، فضلا عن فريق من البنائين من المجتمع المحلي.

من جانبها، قالت رنا عوض، مديرة المشاركة المجتمعية في دبي العطاء: "جمعت مبادرة دبي العطاء 15 متطوعاً من مختلف الخلفيات والثقافات حيث عملوا جنباً إلى جنب وبلا كلل لبناء مدرسة في قرية فوليلي. لقد تأثرنا جدا بحماسة والتزام وتفاني المتطوعين. نحن فخورون بكافة المتطوعين، ومن خلال الدعم الذي قدموه للأطفال في فوليلي، سنرى قريباً بيئة تعليمية آمنة من شأنها تمكين الأطفال من تنمية قدراتهم وبناء مستقبل أفضل لهم ولمجتمعهم.  

هذا وقد تزامنت مبادرة التطوع حول العالم هذا العام مع تحدي اللياقة البدنية لمدة 30 يوما الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ورئيس مجلس دبي الرياضي، حيث إلتزم كافة المتطوعين وموظفي دبي العطاء ب 30 دقيقة من التمارين الرياضية يومياً خلال إقامتهم في نيبال.

هذا وأطلقت دبي العطاء مبادرة "التطوع حول العالم" في عام 2009 انسجاماً مع هدف المؤسسة بإشراك أفراد المجتمع المحلي بدولة الإمارات ومنحهم فرصة المشاركة في العمل الإنساني. وتسعى دبي العطاء باستمرار إلى تشجيع مشاركة متطوعين مقمين بدولة الإمارات، ومتحمسين للعمل الاجتماعي ولديهم القدرة البدنية على المشاركة في أعمال البناء وتحمل ظروف العمل ونمط الحياة اليومية في البلدان النّامية.

هذا وقامت دبي العطاء بإختيار 50 مترشحاً بناءً على الأجوبة الواردة في إستمارة التسجيل مع منح الأولوية لأولئك الذين سجلوا أولاً. وقامت دبي العطاء بإجراء مقابلات فردية مع كل واحد منهم خلال فترة الصيف. وعقب إجراء المقابلات، قامت دبي العطاء باختيار 15 متطوعاً انضموا إلى المؤسسة خلال المهمة التي استمرت أسبوعاً في نيبال.

يُشار بأنّ كانشنبور هي موطن للسكان ثارو الأصليين. ويعيش في المنطقة حوالي 44% من السكان تحت خط الفقر، وتصل معدلات الأمية في المناطق الريفية في نيبال إلى ما يعادل 70%. أما العقبات التي تواجه التعليم تتمثل في ارتفاع التكاليف المدرسية، وبُعد المسافة، وانخفاض جودة التعليم، وتفضيل أولياء الأمور لعمالة أبنائهم بدلاً من تعليمهم ، مما يؤدي إلى تسرب الكثير من الأطفال من المدارس أو عدم قدرتهم من الإلتحاق بالمدرسة.

For better web experience, please use the website in portrait mode