• 25 سبتمبر 2016

أعلنت دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، رسميا عن تخصيص غلاف مالي جديد موجه للبحث سيُعرف بـ "الدليل للتعليم في حالات الطوارئ" (Evidence for Education in Emergencies)، خلال فعالية خاصة في نيويورك خلال أسبوع انعقاد الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد تم استضافة مؤتمر الإطلاق بالتعاون مع الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ، مع التركيز على تطوير أفكار حول كيفية تقديم المعلومات للبحوث ذات الحاجة الماسة، والتي بدورها تساعد صانعي القرارات السياسية على وضع سياسات فعّالة. وحضر المؤتمر ما يقارب من 90 خبير وصانع السياسة في مجال التعليم، بما في ذلك ممثلين رفيعي المستوى عن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، والمنظمات، والحكومات المانحة، بالاضافة الى ممثلين عن الأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص.

وقد باتت أهمية التعليم للوقاية من جيل ضائع من الأطفال والشباب تكتسب اعترافاً متزايداً في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل جهود مجموعة من المؤيدين من أقطاب السياسة العالمية. في الوقت نفسه، فإن الحالة الحرجة لمسألة النزوح والهجرة وضعت ضغوطات على المجتمع الإنساني الدولي وشركائه الذين يواجهون نقصاً كبيراً في التمويل في جميع القطاعات. وشهدت السنة الماضية ظروفاً صعبة حيث وصل حجم التهيجر القسري إلى أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. اليوم، واحد من بين 113 شخص هو إما لاجئ أو نازح، أو من طالبي اللجوء، وأكثر من نصف اللاجئين في العالم هم من الأطفال. وفي الوقت الحالي، يصل متوسط مدة النزوح إلى 17 عاما، ومتوسط طول الصراع إلى 37 عاما. في ظل هذه الظروف، فإن جهود الإغاثة في حالات الطوارئ في جميع القطاعات تتحول إلى دعم إنساني طويل الأمد.

متحدثاٌ من المؤتمر الذي شارك في استضافته كل من دبي العطاء والشبكة العالمية لوكالات التعليم في حالات الطوارئ، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "من الواضح أن هناك مشاكل متفاقمة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وخارجها. الأطفال هم أكثر عرضة لهذه المشاكل، حيث يتأثر تعليمهم في كثير من الأحيان أو يُحرمون منه. وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يُعد أطفال اللاجئين أكثر عرضة بمقدار خمس مرات ليكونوا غير ملتحقين بالمدرسة مقارنةً بغير اللاجئين.”

واضاف القرق، " تعلن دبي العطاء اليوم عن غلاف مالي موجه للبحث بقيمة 36,735,000 درهم (10 مليون دولار) بهدف توفير أدلة أكثر وأفضل لإطلاع صنّاع القرار والسياسة حول الأساليب الأكثر فعالية  وأفضل النماذج المتبعة لتوفير التعليم في حالات الطوارئ والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير. نقف شاهدين على مليارات الدولارات التي تُنفق على المساعدات الإنسانية، حيث يخصص 1٪ منها فقط للتعليم. ومن أجل زيادة تلك النسبة ومعالجة العجز الكبير في التعليم الذي نشهده حاليا، نحن بحاجة ملحة للمزيد من الأدلة حول تأثير التدخلات المختلفة  في مجال التعليم في حالات الطوارئ على الإنجازات التعليمية والسعادة الاجتماعية والعاطفية للأطفال والشباب المتضررين من عدم الاستقرار والأزمات. وهذا ما نسعى إليه من خلال إطلاقنا لـ "الدليل للتعليم في حالات الطوارئ". لن ينتج عن هذا الغلاف المالي سلع عالمية من أجل التعليم في حالات الطوارئ فقط، بل سيسمح أيضا للمؤسسات الإنسانية مثل دبي العطاء في اتخاذ القرارات المبنية على الأدلة عند تخصيص الموارد المالية لدعم البرامج."

وأضاف القرق بالقول: "ينسجم إطلاق الدليل للتعليم في حالات الطوارئ مع التزام دبي العطاء الذي أعلنت عنه خلال القمة العالمية الإنسانية في اسطنبول بتركيا. ”قمنا في اسطنبول بالإعلان عن تخصيصنا 10% على الأقل من مجموع تمويلنا من أجل التعليم في حالات الطوارئ للأبحاث. ونعمل الآن من أجل الإيفاء بهذا الوعد الذي ينسجم مع هدف دبي العطاء بضمان إحداث تأثير طويل الأمد ومستدام من خلال نظم التعليم."

إن ضمان جودة التعليم العادل والتعلم للجميع يتطلب تحديد الأطفال الأكثر حرماناً من التعليم. هناك أكثر من 124 مليون طفل ومراهق حاليا خارج المدرسة، والعديد من الملايين في المدرسة ولكن لا يتعلمون بسبب النزاعات المسلحة والأزمات. وبالرغم من ذلك، تتفق منظمات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والحكومات والمجتمعات المحلية والجهات المانحة على وجود نقص هائل في الأدلة حول الأساليب الناجحة في تعزيز تعلم الأطفال في حالات الطوارئ.

قال دين بروكس، مدير الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ، "خلال المشاورات الدولية التي عقدت ما بين عام 2015 و 2016، جدد أعضاء الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ في أنحاء العالم طلبهم لتوفير أدلة ثابتة يتم وضع السياسات والبرامج على أساسها. برنامج دبي العطاء "الدليل للتعليم في حالات الطوارئ" هو استجابة مباشرة وموضع ترحيب لهذا الطلب.”

واختتم القرق بالقول: "لسنا وحدنا في هذا المجال. تقوم دبي العطاء حالياً بدعم بحوث هامة في كل من لبنان، والنيجر وسيراليون بالشراكة مع لجنة الإنقاذ الدولية وجامعة نيويورك، ونعمل بشكل جيّد للغاية ونريد أن نشجع بقوة هذه الممارسة من خلال عقد شراكات بين المؤسسات الأكاديمية والوكالات المنفذة. إنها الطريقة المنطقية المثلى للحصول على أفضل جودة للمخرجات، ويهدف "الدليل للتعليم في حالات الطوارئ" ليكون مكملاً ومرتبطاً مع آليات جمع الأدلة. لكن النتيجة النهائية ستكون بأن الأطفال - حتى أولئك الذين نزحوا - سيحصلون على مستوى عال من التعليم لأنه سيكون لدينا الحقائق المكتسبة من هذه الأبحاث المكثفة."

وعلى هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، وقعت دبي العطاء ايضا اتفاقية شراكة بقيمة 11,020,500 درهم اماراتي (3 مليون دولار) مع اليونسكو (منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) بهدف دعم البلدان النامية في سعيها لتحقيق الهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة، وذلك لضمان تعليم سليم وشامل وعادل، بالإضافة إلى تعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع. ووقع الاتفاقية كل من طارق القرق وايرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو.    

يشار إلى أن وفد دبي العطاء، برئاسة طارق القرق، حضر أيضاً عدداً من الاجتماعات الثنائية المهمة على هامش الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بما في ذلك إطلاق تقرير وجدول أعمال اللجنة الدولية لتمويل فرص التعليم العالمي برئاسة جوردون براون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم العالمي، بالإضافة الى فعالية اجتماع الفريق التوجيهي رفيع المستوى لمبادرة "التعليم لا يمكن أن ينتظر"، والاجتماع الرفيع المستوى الأممي بشأن اللاجئين والمهاجرين، وقمة القادة بشأن اللاجئين، واجتماع الإفطار رفيع المستوى حول تحالف الأعمال العالمي للتعليم. 

For better web experience, please use the website in portrait mode